العالم في شباك "المونديال" على مدى شهر والحريري يلتقي بوتين
العقد الحكومية مجمدة حتى مطلع الاسبوع وجعجع يرد على باسيل
اليمن نحو تحرير الحديدة واجتماع ايراني-روسي- تركي في جنيف
المركزية- تدخل الكرة الارضية اعتبارا من الغد في "شباك" مونديال روسيا، بحيث ينكفئ على مدى شهر دويّ الصراعات السياسية أمام هتافات مشجعي منتخبات "الملعب الأخضر" على مستوى العالم، إنطلاقًا من الجماهير المتواجدة على أرض الحدث وصولاً إلى المتحلقين حول شاشات البث المباشر. والى حفل الافتتاح، الذي ينطلق في السادسة من مساء غد في موسكو تليه المباراة الاولى بين فريقي روسيا والسعودية، توجه رئيس الحكومة سعد الحريري لينضم الى مجموعة رؤساء وكبار القادة والمسؤولين الدوليين الذين يحضرون دعما وتشجيعا لمنتخبات بلادهم، بعدما اجتمع عصرا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على ان يلتقي ايضا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل ان ينتقل الى المملكة لتمضية عطلة العيد.
ومع مغادرة الحريري إلى موسكو تدخل عملية تشكيل الحكومة في حال من الجمود اقله حتى مطلع الأسبوع المقبل، وسط حال من المراوحة تحكم العقد الثلاث الرئيسية المسيحية المتمثلة في حصة القوات التي تريد خمسة وزراء من ضمنهم نائب رئيس الحكومة، كما تفيد اوساطها " المركزية" مرتكزة الى ان أكبر قوتين على الساحة المسيحية هما القوات والتيار الوطني الحر، ولما حصل التيار على موقع نيابة رئاسة مجلس النواب، فإن المنطق يقضي بحصول القوات على موقع نيابة رئاسة الحكومة. والمنطق نفسه ينسحب على عدد الوزراء عن طريق الإقرار بحجم القوات الوطني والسياسي والنيابي والشعبي الذي اكدته صناديق الاقتراع.
اما العقدة الدرزية فتراوح بدورها في غياب النائب السابق وليد جنبلاط الذي حطّ في اوسلو وسط استغراب لاختياره هذا، خصوصا ان ثمة معلومات يتم تداولها في الدوائر السياسية الدولية عن اجتماعات تعقد هناك لمسؤولين عرب وفلسطينيين واسرائيليين واميركيين وروس تبحث في مشروع السلام وصفقة القرن لوضع اطر السلام في الشرق. في حين ان العقدة السنية الممكن حلها عن طريق توزير سني من خارج "المستقبل" من حصة رئيس الجمهورية، لم تجد بدورها الطريق نحو الحل بعد، علما ان الرئيس الحريري ما زال حتى اللحظة يتمسك بأن تكون حصته متساوية مع حصة رئيس الجمهورية، وسط صعوبة في التنازل عن اي مقعد امام شارعه الذي يصر على منطق المساواة والشراكة.
جعجع...ابحث عن بواخر الكهرباء: في الاثناء، بلغت السخونة أوجها بين القوات اللبنانية ورئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل الذي اتهم امس وزارة الشؤون الاجتماعية بالتقصير في ملف عودة النازحين السوريين باعتبار "انها لا تضع جداول عن النازحين لدى الأمن والمعابر، لمنع دخول من سقطت عنهم صفة النزوح"، حيث ردّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على باسيل بالقول " اذا اردت ان تعرف ماذا في خلفيات هجوم باسيل على وزراء القوات تدرجا من الصحة الى الشؤون الاجتماعية، فابحث عن صفقة بواخر الكهرباء... كلما ازددنا صلابة في مواجهة تمرير الصفقة يرتفع منسوب نسج الحملات ضدنا. وقال لـ"المركزية" انه المضحك المبكي، ذلك ان باسيل ووسط عجزه عن التصدي لملف النزوح وتلكؤ من يفترض بهم من المعنيين لاسيما وزارات الدفاع والداخلية والخارجية عن تحمل مسؤولياتهم الجسام في المواجهة العملية للنزوح والسعي الى اعادة النازحين الى بلادهم، يرمي كرة نار الازمة برمتها في ملعب وزارة الشؤون الاجتماعية التي تنحصر مسؤوليتها بمتابعة الواقع الاجتماعي للنازحين فقط لا غير. ووصف تحميل "الشؤون" وزر ملف النزوح بـ"نكتة العصر"، مدرجا طروحات باسيل في خانة الاستهلاك المحلي ومؤكدا ان العلاقة مع التيار تبقى جيدة وفوق الاشخاص والمصالح.
لا عودة عن العودة: وليس بعيدا من فصول السجالات، بقي ملف النازحين والاشتباك المتمادي بين الخارجية اللبنانية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، حاضرا بدوره في الواجهة. اذ جال الوزير باسيل اليوم في عرسال، التي تحتضن مخيمات لمئات آلاف النازحين، وأكد منها أن الوقت حان للقول للمجتمع الدولي: كفى، مشددا على أن لا يمكن انتظار الحل السياسي للأزمة السورية لعودة اللاجئين، بل العكس. وأكد أن الإجراءات التي اتخذها أولية وتندرج في إطار صلاحياته في ملف سيادي لبناني"، جازما ان "لا عودة عن العودة". وأشار إلى "أننا أتينا إلى عرسال لأن هناك نزاعا بين لبنان والمجتمع الدولي، يتلخص كالآتي: المفوضية تتحدث على منصتها الالكترونية عن منع العودة المبكرة، ونحن نريد تشجيع وتسريع العودة الآمنة والكريمة. وهذا فرق كبير. وما سمعته اليوم هو فحوى ما كنا ننادي به"، معتبرا أن النازحين في عرسال فئتان: إحداهما تعتبر أن العودة مؤمنة وهم أهل القلمون الذين أمهلوا 3 أيام للتسجيل، فتسجل منهم 3 آلاف، علماً أن لو أعطوا وقتا كافيا، لبلغ العدد 31 ألفا لأن الجميع يرغبون في العودة". اما الفئة الثانية، أهل القصير، تعتبر أن ظروف العودة إلى هذه المنطقة غير مؤمنة وهم يريدون العودة وينتظرون السماح بذلك". وأكد أننا نقول إن العودة ليست قسرية ولا فورية، بل تتدرج على مراحل. إلا أنهم لا يتيحون لنا إطلاق المرحلة الأولى.
نريد العودة: من جهته، أكد متحدث باسم اللاجئين في البلدة "أننا نريد العودة إلى بلادنا لأنها باتت آمنة"، داعيا الدولة اللبنانية إلى "تأمين الأمان للنازحين". واعتبر أن لو كانت الأمم المتحدة تريد أن تعيدنا إلى بلادنا فعلا لأوقفت الحرب منذ الشهر الأول".
40 اسما مشبوها؟ على خط مرسوم التجنيس، اشارت معلومات صحافية اليوم الى ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم انجز معظم تقريره عن المرسوم وسيرفعه إلى رئيس الجمهورية ميشال عون خلال الـ48 ساعة المقبلة". ولفتت الى "ان تقرير ابراهيم يتضمن نحو 40 إسماً ثبت على اصحابها مخالفات مسلكية وقضائية تمنع عنهم الحق باكتساب الجنسية اللبنانية". الا ان مصادر "الداخلية" نفت هذه المعطيات وأكدت ان الحديث عن الاربعين اسما، "غير صحيح"، مشيرة الى ان "دراسة الاسماء مستمرة ولن يكون هناك اي رقم قبل انتهاء التحقيقات".
دعم فرنسي: في الاثناء، تركز النشاط في قصر بعبدا على عملية تشكيل الحكومة الجديدة، والاوضاع الاقليمية لا سيما منها موقف لبنان من مسألة عودة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا. واجرى رئيس الجمهورية جولة افق مع السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، تناولت الاوضاع المحلية والاقليمية، وتطور العلاقات اللبنانية- الفرنسية في المجالات كافة. كما تطرق البحث الى عودة النازحين السوريين الى بلادهم وموقف لبنان منها. واكد فوشيه، استمرار الدعم الفرنسي للبنان لاسيما لجهة ترجمة قرارات وتوصيات مؤتمري " روما 2" و "سادر".
تطورات الحديدة: اقليميا، سجل النزاع اليمني تطورات لافتة، اذ بدأت القوات اليمنية المشتركة، اليوم بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي، عملية تحرير مدينة الحديدة الاستراتيجية ومينائها، من قبضة "الحوثيين"، المدعومين من ايران. وبحسب مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن لمعركة الحديدة أهمية كبرى، نظرا الى استراتيجية المحافظة ومينائها، وسيكون لها أثر بالغ على سير الازمة اليمنية. فميناء الحديدة الذي تسيطر عليه قوات الحوثي منذ تشرين الاول 2014 ، يمثّل آخر منفذ بحري لها للتزود بالأسلحة المهرّبة من إيران، بينما تمنع دخول المساعدات الإغاثية عن طريقه، التي تهدف لتخفيف معاناة اليمنيين من جراء الانقلاب وسياساته.
اجتماع ثلاثي: سوريا، أعلن المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا في بيان ان "مسؤولين روسا وايرانيين واتراك كبار سيجتمعون في جنيف الاسبوع المقبل لبحث تشكيل لجنة دستورية سورية، وقد توجّه الدعوة لدول اخرى".