نص مرسوم التجنيس الى النور ورصد سياسي لخطوات معارضيه
بعد العرض الاميركي للترسيم...قائد الجيش يتفقد الحدود بقاعــا
لا انسحاب روسيا من سوريا... واسرائيل: نظام بشار لم يعد بمأمن
المركزية- اما وقد بات مرسوم التجنيس باسمائه التي ضجت بها البلاد منذ نحو اسبوع في متناول جميع اللبنانيين بعدما نشرته وزارة الداخلية على موقعها الالكتروني، فإن الدوائر السياسية تتقاطع عند ترقب الخطوات التالية لفريق معارضي التجنيس، وتحديدا احزاب القوات اللبنانية، التقدمي الاشتراكي والكتائب اللبنانية رصدا للاتجاه الذي ستسلكه، بعدما بات المجهول معلوما.
نشر المرسوم: فوسط اجواء المراوحة التي تخيم على ملف تشكيل الحكومة مفسحة المجال لاتصالات بعيدة من الاضواء، وفي غياب اي معطيات في شأن موعد ولادة المسودة التشكيلية الاولى لحكومة الرئيس المكلف سعد الحريري، على رغم التقاء الجميع على ولادة طبيعية سهلة لحكومة العهد الاولى، افضت زيارة صباحية قام بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الى قصر بعبدا حيث اجتمع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعيدا من الاعلام، الى اتفاق على نشر مرسوم التجنيس من قبل وزارة الداخلية.اذ، ساعات على انفضاض اللقاء، وعلى وقع تكهنات بعدم نشر المرسوم اليوم، نشر موقع الوزارة الالكتروني بعد الظهر، المرسوم ورقمه 2942 الصادر في تاريخ 11 أيار 2018، محددا بالأسماء هويات من شملهم ومتضمنا 67 ملفا لعائلات فلسطينية و76 لعائلات سورية. وقد ذيل بتواقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية.
الفصل الثاني: وفي اول موقف اثر نشر المرسوم، قالت مصادر مقربة من المشاركين في اجتماع الصيفي الذي جمع محامي الاحزاب الثلاثة منذ يومين لـ "المركزية" أن الثلاثي المعارض سجل اليوم هدفا ثمينا في مرمى السلطة التي خضعت للضغط الذي انبرت إليه الكتائب والقوات والحزب التقدمي الاشتراكي، لافتة إلى أن نشر المرسوم يفتح الفصل الثاني من المواحهة. ذلك أن الأحزاب الثلاثة ستعكف على دراسته لبحث احتمال الطعن به أمام مجلس شورى الدولة، اذا وجدوا بين سطوره العناصر الكفيلة بنقل المعركة إلى الميدان القضائي الاداري.
لضبط الحدود: من جهة أخرى، وبالتزامن مع عودة ملف النزاع الحدودي بين لبنان واسرائيل الى دائرة الضوء، بدفع أميركي، من ضمن سلّة تفيد معلومات "المركزية" أنها تلحظ "مزارع شبعا" جنوبا، لكن أيضا إطلاق مسار ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، شرقا، سُجّلت اليوم زيارة لقائد الجيش العماد جوزيف عون الى البقاع، اعتبرتها مصادر سياسية عبر "المركزية" لافتة من حيث التوقيت، ومن حيث مضمونها أيضا. فخلال تفقده لواء المشاة الثالث وفوج الحدود البرية الثالث، المنتشرَين في منطقة البقاع الغربي، اجتمع العماد عون بالضباط والعسكريين، وأعطى توجيهاته لضبط الأمن على الحدود وفي قطاع المسؤولية، داعياً قادة الوحدات إلى تكثيف التدابير الأمنية لحماية المواطنين، وإلى مزيد من الجهوزية والاستعداد للتصدي للعابثين بالأمن. وأكد أنّ الاستقرار في البلاد اليوم أفضل من أي وقت مضى، وذلك بفضل الدقة والاحتراف في تنفيذ المهمات من قبل الوحدات العسكرية المنتشرة على مختلف الأراضي اللبنانية.
تصويب على القوات: في غضون ذلك، يبدو ان المد والجزر سمة العلاقة بين القوات والتيار الوطني الحر. فغداة تمسكه بالمصالحة، جدد رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل تصويبه على القوات، من بوابة وزارة الصحة هذه المرة. اذ رأى انّ "السياسة الصحية في لبنان محكومة بالواسطة والصحة أصبحت موضع متاجرة سياسية لا حق ولا طاقة". وقال في حفل إطلاق جمعية الطاقة اللبنانية للصحة "في قطاع الصحة لا تنقصنا معرفة ولا حلول لكن قراراً سياسياً واضحاً لا يجعل الصحة سلعة سياسية واختلاف تعاطي الدولة والسياسات الحكومية المعتمدة، والمهم امكانات الجمع بين القطاعين العام والخاص".
وسريعا جاء الرد القواتي على الوزير باسيل اذ سأل وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني عبر تويتر:" اين الواسطة ايها الزميل الوزير جبران باسيل وقد تم دخول ٣٣٨٦٣٨ حالة الى المستشفى على نفقة وزارة الصحة نحو ٢٥٠٠٠ مريض حصلوا على أدوية السرطان والامراض المستعصية خلال تولينا وزارة الصحة. وتأمنت اللقاحات والرعاية الصحية الأولية على كل الاراضي لللبنانية؟ كما صنف لبنان في المرتبة الاولى في الشرق الأوسط في الخدمات الصحية...الرجاء قراءة السياسات العامة للصحة وخطة "صحة ٢٠٢٥" بما فيها نص قانون التغطية الصحية الشاملة الذي ينتظر الإقرار في الهيئة العامة لمجلس النواب كل هذا بالرغم من كل التضييق على موازنة وزارة الصحة والتسييس في مجلس الوزراء، والذي أوافقك الرأي عليه." وعلى الخط نفسه، دخل الوزير سيزار ابي خليل وغرّد كاتبا: "اين الانجاز في تعداد عدد المرضى؟ اين السياسة الصحية؟ اين مرسوم الاسقف المالية؟ اي تحسين حققته في خدمة اللبنانيين؟".
استكمال للعلاقات: على صعيد آخر، أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ، عشية توجهه الى الرياض نهاية الاسبوع، الى "أنني سألتقي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في السعودية، وزيارة المملكة استكمال للعلاقات التاريخية بين المختارة والسعودية".
الطعون: قانونيا، وغداة اقفال باب قبول الطعون النيابية في المجلس الدستوري، أعلن رئيسه القاضي عصام سليمان ان "المجلس تلقى سبعة عشر طعنا في الانتخابات النيابية التي جرت في 6 أيار، بعضها تناول الانتخابات في الدائرة بأكملها والبعض الآخر وجه ضد مرشح فائز تحديدا. وبلغ عدد المطعون في نيابتهم الأربعين". وقال: "لا بد من التأكيد على ان الطعن لا يوقف نتيجة الانتخاب، ويعتبر المنتخب نائبا ويمارس جميع حقوق النيابة منذ اعلان نتيجة الانتخابات، وهذا ما نصت عليه المادة 26 من قانون إنشاء المجلس الدستوري". ولفت في مؤتمر صحافي الى "ان على وزارة الداخلية تزويدنا بكل المعلومات المتوافرة لديها لتمكيننا من القيام بالتحقيقات اللازمة، ونتعامل مع الطعون باعلى درجات المسؤولية وننتظر التقرير الذي تضعه هيئة الاشراف على الانتخابات وسنتوسع في التحقيقات"، موضحا ان "إن أُبطلت نيابة شخص واحد تتم الانتخابات وفق القانون الاكثري وإن أبطلت نيابة شخصين تحصل على اساس القانون النسبي الحالي".
المفوضية تحترم سياسة لبنان: وسط هذه الاجواء، أكدت المتحدثة الرسمية باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة ليزا أبو خالد لـ"المركزية" اثر اتهامه المفوضية لبنانيا بتوجيه أسئلة للنازحين تثير الريبة وتدفعهم الى عدم العودة، أن "المفوضية تحترم سياسة الحكومة اللبنانية القائمة على أن الاندماج ليس خيارا للاجئين في لبنان، أكدت أنها "لا تعمل على إدماج اللاجئين في المجتمع اللبناني"، مشددة على أن "هدفها يتمثل في إيجاد حلول مستدامة للاجئين خارج لبنان، كإعادة توطين في بلد ثالث، أو العودة إلى وطنهم وفق ما تنص عليه المعايير الدولية، وهذه السياسة انتهجتها المنظمة على عقود ساعدت خلالها أكثر من 40 مليون لاجئ على العودة إلى دياره".
لا انسحاب: اقليميا، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن القوات الروسية ستوجد في سوريا طالما أن ذلك يعود بالفائدة. وأشار خلال برنامج "الخط المباشر" السنوي الخاص إلى قدرة القوات الروسية على الانسحاب من نقاط تمركزها في سوريا بسرعة عند الضرورة. ولفت الانتباه إلى أن روسيا لا تعتزم حاليا سحب وحداتها من سوريا، لكنها لا تبني مرافق طويلة الأجل. وأكد على أهميتها حاليا هناك من أجل ضمان أمن روسيا في المنطقة وضمان المصالح الروسية في المجال الاقتصادي، وأضاف "مهاجمة المتطرفين في سوريا أفضل من التعامل معهم في روسيا".
النظام ليس بمأمن: من جهته، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان نظام بشار الاسد "لم يعد بمأمن" من أي رد اسرائيلي. وقال نتانياهو من لندن: "لم يعد في مأمن ونظامه لم يعد في مأمن. اذا أطلق النار علينا فسندمر قواته"، لافتا الى "تبني مقاربة جديدة" في اسرائيل.