اسرائيل تضرب في سوريا مجددا...وايران تنفي الاعتداء على تل ابيب
حزب الله: استقرار لبنان اولوية بالنسبة الينا ولا تصعيـد فــي الافق
عون يرفض التوطين المقنّع... والشويفات تعض على "الجرح" منعا للفتنة
المركزية- على مستوى الترقب الحذر المتحكم بمفاصل المشهد الداخلي بعد انجاز الاستحقاق الانتخابي وما افرزه من تشنجات بقيت ذيولها حاضرة من خلال حادثة الشويفات، تتسارع الأحداث في المنطقة بوتيرة توحي
باتجاهها نحو مسار جديد على صلة بمرحلة ما بعد الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي عنوانه تعبيد الطريق امام اسرائيل لردع ايران عن الاقتراب من حدودها اوالمس بأمنها بمباركة اميركية ورضى روسي. فالغارات التي نفذتها فجرا في سوريا وادعت انها استهدفت مواقع عسكرية ايرانية لمنع تحويل سوريا الى خط مواجهة اول معها، اتخذت اهميتها، ليس من ناحية قوتها، مع انها الاعنف، ولا نتائجها التي تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن انها اوقعت 23 قتيلا ، انما لكونها تزامنت مع زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى روسيا، حليفة ايران وسوريا، من جهة، ونفي ايران ان تكون بادرت الى الاعتداء على اسرائيل، بما يعني النفي، من جهة ثانية.
الغارات: فقد استفاقت العاصمة السورية على انفجارات ضخمة هزتها، أعلن الجيش الإسرائيلي انها استهدفت مصدر اطلاق صواريخ ومنشآت استخباراتية ولوجستية ومستودعات إيرانية في سوريا، ردا على ما اسماه تصعيدا في الجولان حيث قال انه تصدى لـ"صواريخ إيرانية استهدفت الهضبة". وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن الجيش الإسرائيلي استهدف "مواقع عسكرية إيرانية في سوريا ". واذ اشار الى أن "إسرائيل لن تسمح بأن تحول إيران سوريا إلى خط مواجهة أول"، أعلن أن "إسرائيل ضربت كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا وتأمل أن يكون هذا الفصل قد انتهى". وأكدت وزارة الدفاع الروسية ان الجيش الإسرائيلي استخدم 28 طائرة اف-15 واف-16 وأطلق 70 صاروخا خلال ضرباته الكثيفة التي نفذها ليلا على مواقع في سوريا، موضحة ان الدفاعات الجوية السورية اعترضت ودمرت نصف تلك الصواريخ. وافادت "أن عشرة صواريخ أخرى أرض - أرض أطلقت من إسرائيل على سوريا". أما المرصد السوري، فتحدث عن سقوط ما لا يقل عن 23 قتيلا جراء الغارات.
الاستقرار اولوية "حزب الله": وفي وقت، نال لبنان قسطا من التصعيد العسكري الذي شهده الجنوب السوري، إذ سقط فجرا صاروخ أرض- أرض في محيط بلدة الهبارية، اقتصرت أضراره على الماديات، كما عثر على صاروخ في قب الياس بالقرب من مخيم للنازحين السوريين، اكدت مصادر "حزب الله" لـ"المركزية" "ان استقرار لبنان وإبعاده عن نيران المنطقة قدر الامكان اولوية بالنسبة لنا، لكن للاسف هناك رئيس "متهوّر" يسكن البيت الابيض اتّخذ قراراً بوضع منطقة الشرق الاوسط على فوهة البركان، فكان خروجه من الاتفاق النووي مع ايران، غير ان الاجماع الاوروبي "الايجابي" على عدم مجاراته في قراره من شأنه ان يُخفّف من تداعيات القرار النووي". ولفتت الى "ان تطورات الجبهة الاسرائيلية-الايرانية على المسرح السوري "محدودة" ولا يبدو ان هناك تصعيداً في الايام المقبلة"، مشددةً على "ان الاستقرار الداخلي لا توازيه اي اهمية، وما وجودنا في سوريا لمحاربة الارهاب كي لا يأتي الى لبنان والشهداء الذين سقطوا هناك الا الدليل الى اهمية استقرار لبنان والمحافظة عليه".
ثوابت شيعية: حكومياً، وفيما تعقد الحكومة جلسة وداعية الاسبوع المقبل قبل ان تبدأ ورشة اعادة هيكلة المؤسسات بعد انجاز الانتخابات، اكدت مصادر "حزب الله" لـ"المركزية" "ان لا تراجع عن "تكريس" وزارة المال للطائفة الشيعية اذا كنا فعلاً نريد شراكة حقيقية في البلد، اما مسألة بقاء الوزير علي حسن خليل على رأسها او تسمية بديل منه فتعود الى الرئيس بري، ونحن نوافق على ما يقرره في هذا الشأن"، واشارت الى "أن لدى الحزب ثلاثة مرشّحين جدّيين لرئاسة مجلس النواب هم: الرئيس نبيه بري، الاستاذ نبيه بري وابو مصطفى". اما في شأن البيان الوزاري لحكومة العهد الاولى، ابدت مصادر الحزب انفتاحها على مناقشة خطوطه العريضة لناحية المسائل السيادية والسياسة الخارجية من دون وضع شروط مُسبقة"، الا انها شددت في المقابل على "اهمية ان يتضمن ايضاً خطة اقتصادية واضحة يُشارك في صياغتها معظم القوى السياسية وليس فريق محدد، وهذا الموضوع سبق ان مهّد له الامين العام السيد حسن نصرالله بإشارته الى ضرورة البحث في استراتيجية اقتصادية".
مؤتمر الطاقة: وسط هذه الاجواء، اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن لبنان يعاني من تبعات حرب لا قرار له فيها، والأعباء التي يتحمّلها جراءها تفوق بكثير قدرته على التحمل، وأكثر ما يثير قلقنا وريبتنا أن المجتمع الدولي يربط عودة النازحين بالتوصل الى حل سياسي، وتجارب قضايا الشعوب المهجّرة في العالم، وانتظار الحلول السياسية لا تطمئن أبداً، محذراً من مخاطر هذا الموقف الدولي الذي يؤشر الى توطين مقنّع يتعارض مع دستورنا ويناقض سيادتنا، "ولن نسمح به على الإطلاق".واكد عون خلال افتتاحه مؤتمر الطاقة الاغترابية في دورته الخامسة في مركز "سي سايد ارينا" البيال سابقا، الذي أطلقه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بمشاركة عدد كبير من اللبنانيين المنتشرين أن مؤتمرات الطاقة الاغترابية هي من أهم الإنجازات التي تحققت. اما الوزير باسيل فأعلن "ان عملية استعادة الجنسية هي قيد التطوير ونحن نتقدم من هذا المؤتمر للحكومة بمشروع قانون لتسهيل العملية وتوسيع هامش المستفيدين، مشددا على "ان عملية انتخاب المنتشرين هي موضوع مطالبة دائمة منا لزيادة عدد النواب الممثلين في الخارج من 6 الى 12 الى 18 نائبا، ولمنحكم البطاقة الممغنطة لتكون بطاقتكم اللبنانية الموحدة ولتمكنكم أيضا من الاقتراع اينما كنتم."
الشويفات: في المقلب الامني، تعيش الشويفات هدوءا حذرا بعد التوتر الذي شهدته على خلفية مقتل احد انصار الحزب التقدمي الاشتراكي "علاء ابي فرج"، الذي حدد موعد تشييعه في الواحدة بعد ظهر الجمعة، في وقت لا يزال المتهم بقتله، وهو من الحزب الديمقراطي اللبناني "امين السوقي" فارا مع انقضاء مهلة الـ24 ساعة لتسليمه، وأفيد عن تنفيذ استخبارات الجيش مداهمات في الشويفات حيث اوقفت هادي الجردي ووائل ابو ضرغم للاشتباه بمشاركتهما في اشكال المدينة. وتحدثت معلومات عن تسيلم "الاشتراكي" القوى الامنية لائحة بعشرة اسماء لمتورّطين في الاشكال من مناصري "الديموقراطي". كما ذكرت ان استخبارات الجيش ختمت تحقيقاتها مع من سلّمهم رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال إرسلان، وتحوّل الملف الى القاضي بيتر جرمانوس ليقرر اذا ما كان سيستكمل التحقيق في المحكمة العسكرية أم يحوله للقضاء الجزائي. من جهته، قال وكيل الداخلية في الحزب التقدمي الاشتراكي في الشويفات مروان أبو فرج "المسؤول عن امن ارسلان صار خارج البلد ونهئنه على طريقة تهريب "الزعران"، مضيفا "نحن لا نريد الفتنة".
دعوات للتهدئة: في مجال آخر، وفي اعقاب التطورات العسكرية التي شهدتها الجبهة الاسرائيلية- السورية، دعا الكرملين إسرائيل وإيران إلى ممارسة ضبط النفس وتهدئة التوترات بالوسائل الدبلوماسية فقط. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي ان اللجوء الى القوة "اتجاه مثير للقلق، ننطلق من مبدأ ان كل المسائل يجب ان تحل عبر الحوار"، لافتا الى ان موسكو حذرت، حتى خلال اللقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاربعاء، "من اي عمل يمكن ان يكون استفزازيا."
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نزع فتيل التوتر في الشرق الأوسط، وقال مكتب ماكرون في بيان "الرئيس على إطلاع مستمر. ويدعو لوقف تصعيد التوتر في الوضع". وحثّت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل وإيران على ضبط النفس لتجنب مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط، بحسب متحدث باسم الحكومة الألمانية. وقالت ميركل في كلمة أثناء تسلم ماكرون لجائزة شارلمان الرفيعة في ألمانيا "نعلم أن الوضع معقد للغاية". كما دانت بريطانيا هجمات إيران على إسرائيل وطالبت روسيا باستغلال نفوذها في سوريا لمنع أي هجمات أخرى.