"معارك التفضيلي" تتقدم علـى "حواصـل اللوائح" عشـية الاسـتحقاق
بري ينادي... والجيش جـاهز... والكهرباء مؤمنــة لاقلام الاقتـراع
ماكرون الى روسيا في 24 الجاري وغوتيريس يحذر من الغاء "النووي"
المركزية- عشية انطلاق المنازلة الكبرى بعد ثلاثة ايام لاختيار ممثلي الامة في الندوة البرلمانية، تدور منازلات من نوع آخر داخل اللوائح الانتخابية بين المرشحين عنوانها "الصوت التفضيلي" الذي يستميت كل مرشح في سبيل كسبه، ولو كلّفه الامر اطاحة كل من تحالف معه في اللائحة نفسها. فبعدما حصل هؤلاء على "بوالص تأمين" دخول جنة اللوائح التي نقلتهم الى حلبة الاستحقاق، بدأوا حروبهم لكسب "بوليصة التفضيلي" التي ستحجز مقاعد لـ128 فقط من بين ٥٤٦ مرشحا يخوضون المعركة.
اقتراع الموظفين: واليوم، انطلقت المرحلة الثالثة من الانتخابات النيابية في الداخل، مع اقتراع 14816 موظفاً كُلِّفوا الالتحاق بأقلام الاقتراع الأحد المقبل كرؤساء أقلام وكتبة. واعلنت غرفة العمليات المركزية الخاصة بالانتخابات في وزارة الداخلية والبلديات بدء العملية الانتخابية في السابعة صباحاً، في ٢٩ مركز اقتراع و٤٢ صندوق اقتراع موزعين في مراكز المحافظات والاقضية، على ان تُقفل الصناديق في السابعة مساءً. وفي حين كانت نسبة الاقتراع في ساعات ما قبل الظهر خجولة اذ لم تتخطَ حتى الحادية عشرة الـ24،5 في المئة، نشطت في ساعات ما بعد الظهر حيث بلغت 74 في المئة، على ان ترتفع قبل موعد اقفال الصناديق مساء.
والكهرباء مؤمنة: وفي سياق الاستعدادات لليوم الانتخابي وتفاديا لاي اشكال، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنها، "في إطار سعيها إلى تأمين سلامة العملية الانتخابية الاحد، ستعطي الأولوية لتغذية مراكز الاقتراع ولجان القيد المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، بدءاً من ظهر السبت ولغاية صباح الإثنين، وبالتالي لن تتمكن من تطبيق البرنامج المعتمد للتغذية بالتيار الكهربائي خلال هذه الفترة، حيث ستُحرم بعض المناطق التي لا تتواجد فيها أقلام اقتراع بما فيها بيروت الإدارية من التغذية الكهربائية المعتادة."
نداء بري: وسط هذه الاجواء، وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري نداء الى اللبنانيين دعاهم فيه الى المشاركة الكثيفة في الاستحقاق الانتخابي المصيري والاقتراع للوائح الامل والوفاء من اجل الدفاع عن الثوابت في الوحدة والعيش المشترك وقيام دولة المؤسسات وتكافؤ الفرص ومحاربة الفساد وحفظ قوة لبنان المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة. وجدد الدعوة الى تحويل الانتخابات الى استفتاء حقيقي للاثبات بأن الوطنية ليست شعارات ولا ارباحاً او مكاسب ولا متاعاً للمساومة وللعرض والطلب.
الجيش جاهز: في المقلب الامني، أصدرت قيادة الجيش نشرة توجيهية عشية الانتخابات النيابية اكدت فيه اتخاذ الإجراءات المناسبة لمواكبة الحدث الوطني، خصوصاً في ما يتعلّق بتوفير الأمن للمواطنين، لتمكينهم من التنقّل والتعبير عن آرائهم في صناديق الاقتراع، في أجواء من الحرية والطمأنينة والديموقراطية. واذ شددت على ايلاء المؤسسة العسكرية أهمية مطلقة لمهمّة الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها خلال الانتخابات، ولحقّ اللبنانيين جميعاً بلا استثناء في المشاركة الفاعلة، اكدت عزمها على منع استغلال الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد بهدف الإخلال بالأمن، والتزامها البقاء على مسافة واحدة من الجميع. وحذرت العسكريين من الانجرار وراء الاستفزازات، والتدخّل بأية وسيلة كانت في سير هذه العملية، وذلك باتخاذ الإجراءات التأديبية بحقّ المخالفين.
معركة الحاصل في بعلبك: وفي السياق، اوضحت مصادر في "حزب الله" لـ"المركزية" "ان التحضيرات لاستحقاق الاحد انجزت، كي تأتي النتائج مطابقة لمواصفاتنا، مؤكدة ان خطابات الامين العام السيد حسن نصرالله تشجع اللبنانيين على التوجّه بكثافة الى صناديق الاقتراع، والاحد لناظره قريب "، وقالت: "ان نسبة الاقتراع في دائرة بعلبك –الهرمل ستكون مرتفعة جداً، ما يعني ان الحاصل الانتخابي قد يتخطى الـ16000، وهذا من شأنه ان "يُقلل" نسبة الخرق للائحة "الامل والوفاء"، موضحة "ان الحاصل الانتخابي هو عنوان معركة بعلبك-الهرمل وليس الصوت التفضيلي". اما بالنسبة الى "هندسة" الصوت التفضيلي وخريطة توزيعه على اعضاء اللائحة، فأشارت المصادر الى "ان تقسيم المناطق يُحدد في الساعات القليلة المقبلة، بحيث تُجيّر كل واحدة اصواتها لمصلحة مرشّح محدد، علماً ان "الاولوية" للمرشّحين الحزبيين، خصوصاً اعضاء الكتلة النيابية ويأتي "الحلفاء" بالدرجة الثانية".
مجلس الوزراء: في غضون ذلك، عقد مجلس الوزراء آخر جلساته قبل استحقاق 6 أيار، مظلّلة بطيف الانتخابات النيابية في فصلها الاول "الاغترابي"، والثاني "الداخلي" المنتظر الاحد، فاشاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بإنجاز المرحلة الاولى من الانتخابات في دول الانتشار التي سترفع وزارتا الخارجية والداخلية تقريرا اليه حولها، واستمع الى عرض وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق للاجراءات المتخذة للانتخابات التي ستجري الاحد المقبل في كل المناطق اللبنانية، فيما اوضح وزير العدل سليم جريصاتي ان دواما كاملا سيعتمد في الوزارة والنيابات العامة لمواكبة عمل لجان القيد. لكن، وعلى رغم الانشغال الانتخابي اقرّالمجلس سلة تعيينات طالت 14 مركزا شاغرا في المجلس الاقتصادي – الاجتماعي.
عون وهاجس التوطين: وبعيدا من الانشغال الانتخابي ايضا، يفرز رئيس الجمهورية حيزا مهما من وقته واهتمامه لملف النزوح السوري والخشية من مخطط دولي لتوطين هؤلاء. ونقل زوار القصر الجمهوري لـ "المركزية" ان الرئيس عون يعول على المرحلة التي تلي الانتخابات النيابية وما ستحمله على الصعيدين النيابي والحكومي من اجل معاونته في ايجاد الحل الملائم لهذا الملف، خصوصا بعدما بات واضحا ان توجهات المجتمع الدولي تتناقض مع السياسة اللبنانية منه. والى ابلاغ لبنان الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي رفضه لموقفهما من عودة النازحين اضافة الى اعتراضه على بيان مؤتمر بروكسل من الملف نفسه، اضاف الزوار ان الرئيس عون كان ابلغ سائر المعنيين في الموضوع من سفراء ومفوضين وممثلي هيئات ومنظمات عربية ودولية، العمل على حصر التقديمات والمساعدات للسوريين في قراهم واماكن تواجدهم على الاراضي السورية، الامر الذي يشجع الكثير من النازحين على العودة من جهة وتخفيف عبء هذا الملف على لبنان من جهة ثانية.
ماكرون الى روسيا: على الخط الدولي – الاقليمي يتوجه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى روسيا في 24 الجاري في زيارة تستمر يومين يعقد خلالها قمة مع نظيره فلاديمير بوتين في سان بطرسبورغ محورها الاساس وفق معلومات "المركزية"، الاتفاق النووي مع ايران ومرحلة ما بعد العام 2025 موعد انتهاء مدة العمل به، وذلك من اجل عقد آخر استنادا الى الاقتراح الفرنسي في هذا الشأن. والى النووي ستحضر على الطاولة ايضا الصواريخ البالستية والملف السوري من زاوية وجوب الوصول الى تسوية سلمية وفق مقررات مؤتمر جنيف واحد وضرورة وقف التصعيد العسكري ميدانيا، اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين والعقوبات الاوروبية المفروضة على روسيا. وسيحاول ماكرون بحسب المعلومات اقناع بوتين بتعديلاته على الاتفاق النووي القائمة على نقاط اربع: إبقاء حظر تخصيب اليورانيوم، التأكد من عدم وجود نشاط نووي إيراني على الأمد الطويل، أي بعد 2025، إنهاء النشاطات البالستية لإيران في المنطقة، خلق ظروف لحل سياسي يحتوي إيران في المنطقة، في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، علما ان روسيا رفضت التعديلات وتصر على ابقاء الاتفاق على حاله،وكذلك ايران التي اعلنت اليوم "لن نبقى في النووي اذا انسحبت واشنطن".
غوتيريس يحذر: وفي السياق، وعشية القرار الاميركي المرتقب في 12 الجاري، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، من إلغاء الاتفاق الدولي في شأن برنامج إيران النووي، ما لم يكن هناك بديل جيد يحل محله. وقال في مقابلة مع "بي بي سي"، "إذا توصلنا لاتفاق أفضل في يوم ما ليحل محله فلا بأس، لكن يجب ألا نلغيه إذا لم يكن لدينا بديل جيد".