المعامل بدل البواخر وتصور شامل للطاقة الاضافية قيـــد الاعداد
الدستوري يعلّق الـ49... و"الداخلية" و"الخارجية" جاهزتان لانتخابات الغد
ليبرمان في واشنطن لوقف تهديد امن اسرائيل وروحاني: لن نخضع للبلطجة

المركزية- اكثر من مفاجأة سجلتها وقائع اليوم السياسي. بواخر الكهرباء التي "كهربت" جلسات مجلس الوزراء طويلا وعلّقت "الود" بين قوى سياسية حليفة لن تبحر في الاتجاه اللبناني، لان المجلس وضعها جانبا وبدأ البحث في خيارات بديلة.  موازنة الـ2018 التي ابصرت النور منذ يومين في الجريدة الرسمية، تلقت "صفعة" من المجلس الدستوري الذي علق العمل بمادتها التاسعة والاربعين التي تمنح  اقامة لكل عربي أو أجنبي يتملك شقة في لبنان، بعد أقل من 48 ساعة على تقديم رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل و9 نواب آخرين طعنا بها، على ان يقول كلمته في الموازنة المطعون بها برمتها بعد الانتخابات. اما رئيس اتحاد بلديات كسروان – الفتوح جوان حبيش الذي سلم مفتاح القضاء الى حزب الله، فتمرّد على وزير الداخلية الوصيّ عليه قانونا معلنا انه لن يلبي طلب الإستدعاء "لا في الشكل ولا في المضمون".

معامل بدل البواخر: في قصر بعبدا، عرض مجلس الوزراء مطوّلا لخطة الكهرباء التي وضعها وزير الطاقة سيزار ابي خليل لـ"إنقاذ" القطاع. ووسط أجواء هادئة خلت من الاحتدام وافق على معظم البنود التي تضمنتها. ولم يتم البت في مسألة بواخر الطاقة، بل تم التوافق على التعاقد مع استشاري من اجل وضع دفتر الشروط لإنشاء المعامل وتم تكليف وزيري المال والطاقة التفاوض مع الشركة المتعهدة لمعمل دير عمار من اجل التوصل الى اتفاق في شأنه قبل 20 أيار، لتحويل عقد المعمل منIPP  الىBOT ". وفي وقت طُلب من وزير الطاقة وضع تصور شامل يتعلق بالطاقة الاضافية المطلوبة، قال أبي خليل بعد الجلسة "تبين ان ملف الكهرباء أشمل من مجرد موضوع تم التركيز عليه من قبل بعض الفرقاء، بل هو خطة شاملة أظهرت أحقية وزارة الطاقة"، مشيرا الى "اننا لم نعرض بواخر بل عرضنا العديد من المصادر لشراء الطاقة". وفي حين عين المجلس النائب فريد الياس الخازن سفيرا للبنان في الفاتيكان خلفا للسفير انطونيو عنداري الذي احيل مطلع الشهر الجاري الى التقاعد، طلب الرئيس ميشال عون خلال الجلسة أن تكون هناك عطلة عامة من 4 الى 7 أيار المقبل لتسهيل العملية الانتخابية. أما على صعيد الموازنة العامة، فأشار رئيس الجمهورية الى ان بعد الطعن "علينا انتظار ما سيصدر عن المجلس الدستوري ليبنى على الشيء مقتضاه".

هجوم باسيل: وبعد الجلسة، حمل وزير الخارجية جبران باسيل الذي يطل مساء اليوم في لقاء اعلامي، عبر محطة OTV بعنف على المجتمع الدولي، داعيا إياه إلى الكف عن تشجيع السوريين على البقاء في لبنان، كاشفا أنه سيدرس  الاجراءات التي يمكن أن تتخذها وزارة الخارجية في حق المؤسسات الدولية لوقف سياساتها وتحترم قرارنا الوطني وسيادتنا، وعلى الأقل في ظل وجودها على أرضنا، عليها ألا تعمد إلى سياسات مناهضة لوجود البلد وكيانه وتغير هويته، داعيا كل القوى السياسية إلى  إقرارسياسة وطنية للنزوح  في مجلس الوزراء، ليبدأ المجتمع الدولي بتأمين حاجاتنا

تعليق الـ49: اما المجلس الدستوري، فقرر بالاجماع اثر جلسة عقدها قبل الظهر تعليق المادة 49 من الموازنة المطعون فيها، على أن يعود إلى الانعقاد مبدئيا بعد الانتخابات النيابية لإصدار القرار النهائي بعدما عين مقررا يفترض ان ينهي تقريره بعد عشرة ايام. واوضحت مصادر المجلس ان "المقرر سيدرس كل المخالفات الدستورية التي وردت في الطعن وعليه ان يقدم مقترحا كحل بديل ايضا.

تطبيق للمغتربين وخط ساخن: من جهة ثانية، وقبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع في6 دول عربية غداً  يليها الاحد في دول اوروبا وكندا واميركا، أطلقت وزارة الداخلية والبلديات على موقعها الإلكتروني تطبيقا يدل المواطنين اللبنانيين إلى مراكز الاقتراع المحددة في الانتخابات النيابية لكل واحد منهم، حيث سينتخبون، وذلك بالدخول إلى الموقع الإلكترونيwww.dgps.gov.lb ، وكتابة التفاصيل الشخصية، للحصول على نتيجة فورية، حول مراكز اقتراع المقيمين في مختلف الدول. من جهتها، افادت وزارة الخارجية التي انهت كل التحضيرات لنقل وقائع الاقتراع من 232 دولة مباشرة عبر شاشة عملاقة في احدى قاعات قصر بسترس، بأنها وضعت بتصّرف المنتشرين الذين لديهم أي استيضاح او شكوى حول الانتخابات النيابية في الخارج، خطوطا ساخنة يتوفر عليها تطبيق الواتساب طوال فترة الاقتراع.

حبيش لن يلبي: في الاثناء، وبعدما طلبت وزارة الداخلية أمس من محافظ جبل لبنان استدعاء رئيس إتحاد بلديات كسروان – الفتوح جوان حبيش، رد الاخير في بيان منتقدا وزير الداخلية ومؤكدا أنه لن يلبي هذا الإستدعاء "لا بالشكل ولا بالمضمون." واذ اسف لـ"عودة وزير الداخلية إلى فتح موضوع تسليم مفتاح كسروان الى السيد حسن نصرالله إعلامياً على التويتر...عوض إبقائه في مساره الإداري الصحيح اللائق،" سأل:"هل الدعوة موجهة من معالي وزير الداخلية والبلديات أم من معالي الوزير المرشح الى الإنتخابات؟" وأضاف: "ما حدث خطأً من رئيس بلدية المعيصرة... وآمل أن لا ندخل في بازارات الإنتخابات". وفي هذا المجال، سألت "المركزية" الاستاذ في القانون الدولي انطوان صفير عن حق حبيش في رفض تلبية طلب استدعائه، فأوضح "ان في حال اصرّ وزير الداخلية على طلبه في مقابل تمسّك رئيس اتحاد البلديات بالرفض، فإنه يستطيع استدعاءه قضائياً واحالته الى النيابة العامة"، لافتاً الى "ان هذه القضية سابقة، لذلك من الصعب البناء عليها قانونياً."واضاف: "من الناحية القانونية القضية لا تحتمل اكثر مما تحمل حتى لو عاد حبيش عن قراره وحضر الى وزارة الداخلية، لان القضية ليست ذات وجهة جزائية انما منحى سياسي عام"".

ليبرمان في واشنطن: دوليا، بدأ وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، جولة لقاءات في واشنطن التي وصلها امس، تشمل نظيره جيمس ماتيس، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، وغيرهما من المسؤولين وتتمحور في شكل خاص حول ملفي النووي الإيراني وتعزيز نفوذ إيران في الشرق الأوسط وتموضعها في سوريا، خصوصاً على حدود خط وقف إطلاق النار في الجولان. ويلتقي ايضا مع أعضاء في اللجنة العسكرية في مجلس الشيوخ ومجموعة من النواب الطليعيين في الكونغرس الأميركي، الذين يقودون الحملة لإلغاء الاتفاق النووي. وافادت مصادر دبلوماسية غربية "المركزية" ان زيارة المسؤول الامني الاسرائيلي تتسم بطابع خاص عشية اتخاذ ادارة الرئيس دونالد ترامب قرارا حاسما في شأن الاتفاق النووي الإيراني، والتطورات في سوريا، وستركز محادثاته على التنسيق الأمني الوثيق بين إسرائيل والمسؤولين عن شؤون الدفاع في مواجهة التطورات الناجمة عن التوسع الإيراني في الشرق الأوسط، خصوصاً في سوريا، وكيفية منع إيران من خلط الأوراق في المنطقة باي ثمن. وشددت على ان ليبرمان سيؤكد ضرورة وضع حد لما يجري في سوريا لجهة استمرار تهديد امن اسرائيل، كاشفة عن محادثات متوازية تجريها موسكو في هذا الاطار مع مسؤولين اسرائيليين وايرانيين في محاولة لتخفيف حدة التوتر.

ايران لن ترضخ للبلطجة: في غضون ذلك، وبعد ان حذّر الرئيس الايراني حسن روحاني نظيره الاميركي من "عواقب وخيمة" اذا انسحب من الاتفاق النووي، نسب التلفزيون الرسمي الإيراني إلى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي دعوته الدول الإسلامية إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة الولايات المتحدة، وقال إن طهران لن ترضخ أبدا "للبلطجة". وأضاف خامنئي "قاومت الأمة الإيرانية بنجاح محاولات البلطجة من جانب أميركا وقوى أخرى متغطرسة وسنواصل المقاومة... على كل الدول الإسلامية أن تتحد ضد أميركا وغيرها من الأعداء". وانتقد خامنئي الرئيس الأميركي لقوله إن بعض دول الشرق الأوسط "لن تصمد أسبوعا" دون حماية أميركية. وقال "مثل هذه التصريحات تحط من قدر المسلمين... للأسف هناك حرب في منطقتنا بين دول إسلامية. الحكومات الرجعية في بعض الدول الإسلامية تتقاتل مع دول أخرى.