مسيرة عودة النازحين انطلقت عشية مؤتمر بروكسـيل-2
حزب الله يستقدم مقاتليه من سوريا للاقتراع على دفعتيـن
اجتماع اممي حول سوريا ومفتشو الكيميائي لم يدخلوا دوما
المركزية- شدة الجفاف السياسي تركت ثأثيرها البالغ في الوضع الداخلي العام المنهمك حتى العظم في الاستحقاق الانتخابي، ولولا حدث عودة نحو 500 من نازحي بيت جن والمزرعة المحيطة إليها، في بروفا اولى تمهيدا لعودة حوالي 13 ألف آخرين متواجدين في منطقتي شبعا وحاصبيا، لخلت الساحة من اي حركة. فأهل السياسة وضعوا خلفهم كل نشاط لا يتصل بمعاركهم الانتخابية وبدأوا نضالا مفتوحا نحو عصر ذهبي نيابي يمنّون النفس به ويبذلون لاجله كل ممكن.
مشوار العودة: فعشية مؤتمر بروكسيل-2 الذي يعقد يومي 24 و25 الجاري حول أزمة النازحين السوريين في كل من لبنان والاردن وتركيا، والذي عقد الفريق الاقتصادي في مكتب رئيس الحكومة سعد الحريري بالتعاون مع الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي اجتماعا تحضيريا له اليوم ضم المنظمات غير الحكومية وهيئات المجتمع المدني ناقشوا خلاله الاستعدادات الجارية من قبل الدولة اللبنانية لهذا المؤتمر، وبعد إرجاءات متتالية، انطلقت ظهر اليوم عملية اعادة نازحين سوريين، بلغ عددهم 499، من شبعا الى بلادهم وتحديدا الى قريتي بيت جن ومزرعة بيت جن، في وقت يفترض ان تكون هذه التجربة بمثابة "بروفة"، لتكرّ بعدها سبحة عودة قرابة 13 ألف نازح سوري متواجدين في منطقتي شبعا وحاصبيا بينهم 2000 من الغوطة، الى سوريا، بعد استتباب الامن في هذه المناطق. واشرف الامن العام اللبناني على العملية من خلال تسجيل أسماء النازحين، ومواكبة الباصات التي أقلتهم عن طريق المصنع، وعددها 15 أرسلتها الحكومة السورية لنقل السوريين الراغبين بالعودة الطوعية الى قراهم، والذين كانوا تجمعوا منذ الصباح في ساحة شبعا وسلموا مفاتيح البيوت التي كانوا يقطنون فيها. وسلكت الباصات طريق شبعا – عين عطا – راشيا – المصنع وتوجهت نحو بيت جن.
الاستقرار الاجتماعي: وليس بعيدا، اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "عودة النازحين السوريين الموجودين في لبنان الى المناطق الآمنة في سوريا، ستساهم بشكل كبير في عودة الاستقرار الاجتماعي"، مبلغا رئيس اساقفة نيويورك الكاردينال تيموثي دولان ، ان لبنان "يعوّل على مساعدة الدول لا سيما الولايات المتحدة الاميركية، لتحقيق هذه العودة". واشار الرئيس عون الى ان المنظمات الدولية تحققت من رغبة السوريين بالعودة الى المناطق الآمنة التي لا قتال فيها، وثمة مجموعات باشرت العودة الاختيارية الى مدن سورية، ما يؤكد وجود اوضاع امنية تسمح بذلك. وشدد على ضرورة العمل لاعادة المسيحيين الى الدول العربية التي أُبعدوا عنها قسراً، ومساعدتهم لوضع حد لمعاناتهم بعد الحروب التي شهدتها هذه الدول.
الاجراءات اكتملت: انتخابيا، وعلى مسافة ايام قليلة من موعد انتخاب اللبنانيين في بلدان الاغتراب، أكّد وزيرا الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والخارجية والمغتربين جبران باسيل في مؤتمر صحافي مشترك ان "كل الاجراءات باتت جاهزة لاتمام الانتخابات النيابية في دول الاغتراب من عربية واجنبية والتي ستجري في6 دول عربية في 27 الجاري، وفي 34 دولة اجنبية في29 منه"، مطمئنين الى ان الاقتراع سيكون نزيها ومراقبا بشكل جيد.
المشنوق وباسيل: ورأى المشنوق أن أبرز بند اصلاحي في قانون الانتخاب هو إنتخاب المغتربين اللبنانيين في الخارج، مشيرا الى ان "إنجاز البند الاصلاحي مضمون وفيه كل الشروط الأمنية والأخلاقية والمعنوية لضمان حصول الانتخاب في الخارج من دون أي ثغرة سواء كان في التصويت او القانون"، لافتا الى ان "الانتخابات في الخارج نزيهة ودقيقة وتم اتخاذ كل الإجراءات التي يمكن اتخاذها لضمان نزاهتها". أما باسيل فأوضح "أن المسؤول عن تطبيق القانون في ما يتعلق باقتراع المنتشرين هو وزارة الداخلية ، مشيراً الى أن هناك تنسيقا بين وزارتي الخارجية والداخلية بحسب القانون". واذ أكد ان وزارة الداخلية سلمت الخارجية كل اللوازم الانتخابية منذ الاسبوع الماضي، وجه وزير الخارجية والمغتربين نداء لأي جهة مراقبة دولية رسمية ترغب بمراقبة العملية الانتخابية في دول الخارج، موضحاً أن وزارة الخارجية قررت وضع كاميرا في كل قلم تنقل العملية مباشرة. في الموازاة، اعتبر باسيل ان "التشويش على انتخاب المغتربين والاستخفاف بهم معيب فلا أحد يمكن ان يؤثر على خياراتهم وأتمنى الا نعكّر عليهم الاجواء".
اقتراع مقاتلي الحزب في سوريا؟ وليس بعيدا من المحور الانتخابي، ووسط تساؤلات عن قدرة "حزب الله" على تأمين "عودة سريعة" ولو لساعات لمقاتليه من الميدان السوري الذي التحقوا به في العام 2012، للادلاء بأصواتهم طالما ان المعركة معركة حواصل انتخابية واصوات تفضيلية، اكدت مصادر في حزب الله لـ"المركزية""ان مسألة تأمين "العودة السريعة" باتت شبه مُنجزة وتخضع لمعيارين: ايجاد "البديل" عنهم في الجبهات عندما يتركونها متوجهين الى لبنان للاقتراع، ومعيار زمني مرتبط بالمدة التي تستغرقها العودة، من لحظة تركهم المواقع العسكرية حتى العودة اليها بعد اقتراعهم في بلداتهم". واوضحت "ان المقاتلين الشباب سيشاركون في الانتخابات، وتأمين وصولهم الى لبنان مسألة "اربع ساعات" لا اكثر، ما دامت معظم قواعدنا العسكرية في سوريا قريبة الى حد ما من لبنان، وستكون عودتهم مقسّمة الى فئتين: فئة قبل الظهر لتلتحق مجدداً بمراكزها، وفئة ثانية تقترع بعد الظهر".
الراعي الى قطر: على خط آخر، وبعدما الغى رئيس الجمهورية زيارته لقطر التي كانت مقررة امس واوفد وزير الثقافة غطاس خوري لتمثيله في افتتاح المكتبة الوطنية، يتوجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى قطر غدا في زيارة رعوية تستمر ثلاثة أيام، يلتقي في خلالها امير قطر الشيخ تميم بن حمد وشخصيات رسمية أخرى. وسيضع البطريرك حجر الاساس لكنيسة مار شربل والمجمع الرعوي. ويرافقه في الزيارة النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح، والمطران سمير مظلوم.
المحققون لم يدخلوا: اقليميا، أجّلت الأمم المتحدة إرسال مفتشي الأسلحة الكيميائية إلى بلدة دوما السورية، اليوم بعد إطلاق نيران في موقع الهجوم الذي يعتقد أنه كيميائي، حسبما أفادت "رويترز". وقال مصدر من الأمم المتحدة في سوريا، إن من غير المرجح أن يدخل مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى بلدة دوما السورية، الأربعاء. أما رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزمجو، فلفت الى ان "الفريق الأمني التابع للأمم المتحدة تعرض لإطلاق نار في مدينة دوما، ما أسفر عن تأخير وصول خبراء المنظمة لبدء التحقيق في هجوم كيميائي مزعوم في المدينة".
روحاني مرن: من جهة أخرى، أطلق الرئيس الايراني حسن روحاني، في خطاب ألقاه بمناسبة يوم الجيش الايراني في طهران، مواقف لافتة من حيث "لطافتها" وإيجابيتها تجاه دول المنطقة، وفق توصيف مصادر دبلوماسية. اذ قال "ان ايران ليست لديها اي نيّة لمهاجمة جاراتها، لكنها ستواصل انتاج كل الاسلحة التي تحتاج اليها للدفاع عن نفسها". وتوجّه الى دول الشرق الاوسط معلنا "اننا نريد ان نكون جاراً صالحا وان تكونوا جيرانا صالحين لنا، ليست لدينا اي نية لمهاجمتكم"، مضيفا "ايران ليست بحاجة للاعتداء على بلد آخر. نحن بلد عظيم يمتلك موارد هائلة، نحن أمّة عظيمة متحضرة وخلال العقود او القرون الأخيرة، لم تعتد ايران على جاراتها او على دول المنطقة". وأكد "اننا نريد علاقات ودية وأخوية مع جيراننا ونقول لهم: أسلحتنا ومعداتنا وصواريخنا وطائراتنا ودباباتنا لن توجه ضدكم، لكنها وسيلة ردع، وحده التفاوض السياسي والسلوك السلمي سيسمحان بتسوية المشاكل في المنطقة".
خلوة اممية حول سوريا: في غضون ذلك، علمت "المركزية" ان خلوة اممية ستعقد ايام الجمعة والسبت والاحد المقبلين في منزل الامين العام السابق للامم المتحدة داغ همرشولد، يحضرها الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس واعضاء مجلس الامن الخمسة عشر للبحث في الملف السوري انطلاقا من التطورات الميدانية ومبادرات المعالجة لا سيما الحراك الفرنسي لايجاد تسوية سياسية عبر تأمين اجتماع بين المجموعة الضيقة الخمسة زائدا واحدا (اميركا، فرنسا، بريطانيا، المانيا، السعودية والاردن) ومجموعة استانا ( روسيا، ايران وتركيا). وافادت المعلومات ان روسيا لا تزال حتى الساعة تعارض عقد الاجتماع.