الرد الدولي على "الكيميائي السوري" وشيك وترامب ينسق الضربة اوروبيا
الاعتراض على عدم مراقبة اقتراع المغتربين يتفاعل ومؤتمر لبري الخمـــيس
لقاءات فرنسية وسعودية للحريري في باريس ولبنان يثير عبء النزوح في الرياض
المركزية- على وقع غليان متصاعد الوتيرة من فوهة "أزمة الكيميائي في سوريا"، تعيش المنطقة سباقًا محمومًا بين مسارَيْ التفجير والتبريد، في وقت تبدي واشنطن ميلاً واضحًا نحو تسديد ضربة عسكرية في سوريا ، مدعومة من الثلاثي الفرنسي- البريطاني- الالماني الذي يصعد خطابه ضد روسيا ودورها "السلبي" في سوريا.
ووسط تساؤلات عن حجم الضربة المرتقبة ومفاعيلها ومداها وموعدها، اذا ما اتخذ القرار الدولي بتحويلها امرا واقعا، والرد المتوقع روسيا وايرانيا وسوريا، وما اذا كان سيتمدد الى حرب اقليمية ام يبقى محصورا في الزمان والمكان، يمضي لبنان نحو استحقاقه الانتخابي بعد 27 يوما متأرجحا على حبلي نتائج مؤتمر "سادر" التي تحتّم عليه حزمة اصلاحات لم يعد قادرا على الهروب منها، والانتقادات التي بدأت تشق مسارا تصاعديا في شأن مراقبة اقتراع المغتربين في بلاد الانتشار وضمانات نزاهة العملية، في ضوء موجة اعتراضات سياسية بدأت تكبر ككرة ثلج، مع اصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري واكثر من طرف سياسي على ضرورة اضطلاع "الداخلية" بهذه المهمة.
مؤتمر بري: وموقف رئيس المجلس من ضرورة مراقبة اقتراع المغتربين، سيحدده وفق معلومات "المركزية" في مؤتمر صحافي يعقده الخميس المقبل، يطالب فيه بضرورة مراقبة عملية اقتراع من قبل وزارة الداخلية وهيئة الاشراف على الانتخابات. وقد عبر عنه عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أنور الخليل الذي اعتبر عبر "المركزية" أن "على الوزير نهاد المشنوق أن يختار بين الطعن في الانتخابات، وإرسال المراقبين ودفع تكاليف وجودهم في المغتربات، علما أن الاستحقاق بكامله يصبح قابلا للطعن إذا طعن بجزء منه، ونحن سنثير هذا الأمر في "لقاء الأربعاء" وفي مجلس الوزراء إذا عقدت جلسة حكومية".
حرب: من جهته، طالب النائب بطرس حرب، الرئيس بري بعقد جلسة طارئة لبت موضوع اقتراع المغتربين عبر إضافة مادة تؤكد حق المغتربين بالانتخاب تفاديا للطعن"، مشددا على ضرورة "وضع آلية لمراقبة العملية الانتخابية في دول الانتشار، من قبل وزارة الداخلية أو مؤسسات دولية توحي بالثقة، بعيدا من إشراف وزارة الخارجية التي لا نثق بنزاهتها".
غرفة عمليات: واليوم أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إنشاء غرفة عمليات مركزية خاصّة بالانتخابات النيابية المقرّرة في 6 أيّار 2018، داخل وزارة الداخلية والبلديات، وبصورة مؤقّتة، مهمتها التنسيق بين مختلف غرف العمليات العائدة للجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة، لمواكبة العملية الانتخابية ميدانياً، وتلقّي الشكاوى واقتراح اتخاذ التدابير الإجرائية المناسبة، والسهر على سلامة العملية وعلى إجرائها وفقاً لأحكام القانون، وللفصل في الإشكالات الإجرائية التي يمكن أن تتخلّلها. وسيكون مقرّ غرفة العمليات في قاعة اللواء الشهيد وسام الحسن، ويبدأ العمل فيها بتاريخ 26 نيسان الجاري، وينتهي في 7 أيّار 2018.
جولات الحريري: في غضون ذلك، غادر رئيس الحكومة سعد الحريري الى باريس التي اطل منها بصورة "سلفي" عبر حسابه على موقع "تويتر" تجمعه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وملك المغرب محمد السادس، في عشاء خاص في احد المطاعم وارفقها بعبارة "لا تعليق". وقبل ان يطّل مجددا من بيروت ظهر غد في مؤتمر صحافي يعقده في السراي الحكومي يشرح فيه نتائج مؤتمر "سادر"، سيجري الحريري وفق المعلومات سلسلة لقاءات في العاصمة الفرنسية قد يجمعه ابرزها مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي على هامش حفل عشاء رسمي يقيمه الاليزيه على شرف بن سلمان، يتوقع ان يشكل محطة مهمة في سياق تنظيم العلاقات بعدما لعبت فرنسا وتحديدا الرئيس ماكرون دورا محوريا في ازمة "استقالة الحريري" من الرياض واعادت المياه تدريجيا الى مجاريها.
القمة العربية: الى ذلك، يرأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوفد اللبناني الى القمة العربية التي تعقد الأحد المقبل في مدينة الدمام – السعودية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.وعلمت "المركزية" ان الوفد الرسمي يضم الى الرئيس عون، كلاً من رئيس مجلس الوزراء ووزيري الخارجية والاقتصاد جبران باسيل ورائد خوري والأمين العام لوزارة الخارجية السفير هاني شميطلي، على ان ينضم الى الوفد بعيد وصوله الى المملكة مندوب لبنان الى الجامعة العربية السفير انطوان عزام والسفير اللبناني لدى الرياض فوزي كبارة.
وسيغادر الوفد لبنان يوم السبت المقبل. وعلى جدول أعمال القمة 15 بنداً تتعلق بشؤون الدول العربية وأوضاعها وأبرزها: الارهاب ومكافحته والتعاون العربي المفترض في هذا المجال، تدخّل الجمهورية الاسلامية الايرانية في الشؤون العربية وسبل مواجهته، الى قضايا أخرى مثل الوضع في سوريا واليمن. أما بند مساعدة لبنان على تحمّل عبئي اللاجئين والنازحين فعلمت "المركزية" ان هذا الموضوع سيتم طرحه في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يسبق انعقاد القمة والذي يعقد يوم الجمعة، وان الوزير باسيل سيطلب إدراجه بنداً أساسياً في القمة من منطلق عجز لبنان وحده عن حمل هذا العبء الثقيل.
المادة 50: في غضون ذلك، بقيت المادة 50 من قانون الموازنة التي تمنح أيَّ عربي أو أجنبي، الحق في الحصول على إقامة دائمة له ولعائلته في حال تملّكه شقة سكنية في لبنان، تحت الضوء. فغداة رفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الصوت ضدها الاحد في عظته، لفت رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل اليوم "الى ان كل الكتل السياسية صوتت على هذه المادة ما عدا حزب الكتائب، لذلك يتحمّلون جميعاً مسؤولية ما سيحصل في لبنان، لان هذه المادة انتهاك للدستور اللبناني وتعطي الاجانب اقامة دائمة اذا اشتروا شقة ب300 الف دولار"، مشدداً على ان اقرار هذه المادة بوجود مليون ونصف لاجئ سوري في لبنان واعطائهم الحق بالاقامة اذا اشتروا شقة، هو توطين مبطّن وضرب للدستور ولما يسمى حق اللبنانيين بأرضهم وبلدهم وتتحمّل مسؤولية الامر كل الكتل السياسية والحكومة والسلطة التي مررت هذه المادة خلسة في مجلس النواب، ولو لم ننتبه وندرس الملف لمرّ القانون مرور الكرام".
تطورات دوما: دوليا، لا تزال تطورات مدينة دوما وقصفها من قبل النظام السوري بالسلاح الكيميائي المحظور في الواجهة دوليا، حيث يعد المجتمع الدولي وتحديدا الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وعدد من الدول الاوروبية العدة على ما يبدو لمحاسبة قوات الاسد. وفيما الغى الرئيس الاميركي دونالد ترامب جولة في اميركا اللاتينية لمتابعة الملف السوري، كشفت مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" عن اجتماع مرتقب لرئاسة الاركان الاميركية يرأسه ترامب خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة، سيتقرر خلاله هدف الضربة العسكرية التي سينفذها الاميركيون في سوريا، بعد أن بات قرار تسديد ضربة لقوات الاسد وحلفائه، شبه محسوم. وليس بعيدا، تحدثت وسائل إعلام فرنسية امس عن تنسيق بين هيئة الأركان الأميركية ونظيرتها الفرنسية لشن هجوم جوي كبير على مواقع استراتيجية قرب العاصمة دمشق، متوقعة أن "ينفذ الأسطول السادس في البحر الأبيض المتوسط الضربة الانتقامية كما فعل العام الماضي، عندما قامت مدمرتان تابعتان له بإطلاق 59 صاروخ توماهوك كروز على قاعدة الشعيرات. في المقابل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان موسكو "ستقدم مشروع قرار يطالب بتحقيق تجريه المنظمة الدولية لحظر الاسلحة الكيميائية" بعد الهجوم الكيميائي المفترض في مدينة دوما في سوريا، مؤكدا "أننا مهتمون بأن يشارك الخبراء المستقلون في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية" في هذا التحقيق. واعتبر لافروف ان "الادعاءات بعدم وجود الظروف الأمنية الملائمة لفريق التفتيش الكيميائي في دوما لا أرضية لها".