عودة سعودية قوية الى لبنان... رسـائل ايجابية وترحيب متـبادل
الحريري يسـحب فتيل التوتر مع جنبلاط وجعجع: سألتقيه قريبــا
"ثلاثية الرعاة" تنطلق واتفاق اميركي- سعودي على التصدي لايران
المركزية- التوتر الانتخابي الذي بلغ ذروته في عطلة الفصح بين الاقطاب السياسيين، لا سيما على خط بيت الوسط- كليمنصو موزعا شظاياه على مواقف الفريقين التي اصابت في شكل خاص القاعدة الشعبية لا سيما في دوائر التحالف، يبدو ان فتيله سيسحب تدريجيا في الساعات المقبلة، وفق ما عكست مواقف رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم من بكركي، ليلاقي الاسترخاء السياسي الآتية رياحه من المملكة العربية السعودية بعودتها السياسية القوية الى الساحة اللبنانية لتلفح الانفراج المأمول على المستويين الاقتصادي والمالي من مؤتمر "سادر" الذي يعقد بعد ثلاثة ايام في باريس.
دعوة ملكية: ففي خطوة جديدة على طريق تعزيز العلاقات اللبنانية – السعودية، تسلّم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوة رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للمشاركة في اعمال مؤتمر القمة العربية التاسعة والعشرين التي ستعقد في مدينة الظهران في المنطقة الشرقية يوم الاحد في 15 نيسان الجاري. وجاءت الدعوة في رسالة خطية من العاهل السعودي نقلها الى الرئيس عون رئيس البعثة الديبلوماسية السعودية في بيروت الوزير المفوض وليد البخاري.
عون سيشارك: وفي وقت اعتبر العاهل السعودي في رسالته ان مشاركة الرئيس عون شخصيا في هذه القمة "سيكون لها بالغ الاثر في انجاحها"، آملا ان تسهم القمة " في تعزيز العمل العربي المشترك والتصدي للتحديات التي تواجهها امتنا العربية وتحقق ما تصبو اليه شعوبنا من اهداف وطموحات"، ومعربا عن تطلعه للترحيب بالرئيس عون في المملكة العربية السعودية خلال القمة، حمّل عون البخاري تحياته الى خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي، مؤكدا ترؤس الوفد اللبناني الى القمة العربية، ومتمنيا ان تحقق نتائج تعزز الوحدة العربية لا سيما في هذه الظروف الصعبة من تاريخ الدول العربية وشعوبها.
موضوعا اللقاء: وفي هذا المجال، نقل زوار القصر تأكيد الرئيس عون ان التوتر الذي خيم على الاجواء بين البلدين اخيرا زال نهائيا وعادت الامورالى طبيعتها، وانه ثمن ما تضمنته الرسالة الخطية التي تسلمها من الملك سلمان ونقلها البخاري الذي بدوره قال كلاما طيبا حول ما تتطلع اليه الرياض من تعاون بين البلدين الشقيقين.
وقال الزوار لـ"المركزية" ان رئيس الجمهورية تطرق مع البخاري الى موضوعين الاول ما سيطرحه لبنان للبحث في القمة من ملفات داخلية يتطلع الى معالجتها وتتعلق بقضايا اللاجئين والنازحين وما يتحمله من اعباء مالية واقتصادية بات عاجزا عن تحملها وحده بعد توجه المجتمع الدولي الى التخلي عن تقديم العون، والثاني يتمحور حول الاوضاع العربية من سوريا الى اليمن و العراق وليبيا حيث النزاعات تحول دون معالجة تلك الاوضاع المتدهورة وتداعياتها التي تطاول معظم الدول العربية والمؤسسات الجامعة والضامنة التي تمثلها.
جادة الملك سلمان: وليس بعيدا، يطلق مجلس بلدية بيروت اسم "جادة الملك سلمان بن عبدالعزيز" على الطريق الممتد من ميناء الحصن الى زيتونة بي، في احتفال يقام عصرا يشارك فيه الرئيس سعد الحريري والبخاري.
الحريري في الصرح: في الاثناء، أمّت الشخصيات السياسية والدبلوماسية بكركي اليوم مهنئة بعيد الفصح، ومنها البخاري والرئيس الحريري. ولم يخل كلام الاخير من الصرح من السياسة والاقتصاد. فبعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وعلى مسافة 3 أيام من مؤتمر "سادر"، لفت الحريري الى ان "الاصلاحات ضرورية لمصلحة لبنان لا للذهاب الى مؤتمر "سادر" فقط، موضحاً أن "علينا العمل على انفسنا والنظر الى القوانين القديمة التي لم تطبق بعد والعمل على اصلاحات تتماشى مع التطورات". من جهة ثانية، وتعليقا على تصويب النائب وليد جنبلاط نحوه، اشار الحريري الى "ان علاقتي مع جنبلاط "بتطلع وبتنزل" لذلك أتطلع لعلاقة استراتيجيّة بعيداً من "اليوميّات" التي تُعتبر جزءاً من الحياة السياسيّة"، مؤكدا ان "لا مشكلة لدي في لقائه وهو يعرف مكانته عندي". وردا على سؤال، قال ان علاقتي مع الدكتور سمير جعجع ممتازة وعايدته امس وسنلتقي قريبا، لافتا الى "انني لم أترك حلفائي في 14 آذار". أما تربويا، فأكد الحريري أننا "نريد ايجاد حلول، والطلاب لن يتحولوا الى رهائن"، مشدداً على أن "على الجميع أن يتفهم حساسية الوضع المادي للمدارس والأهل والأساتذة".
حمادة: وفي السياق، حضر وزير التربية مروان حمادة الى بكركي معايدا الراعي. وقال في المناسبة "كانت فرصة للتداول في تداعيات القانون 46 على القطاع الخاص، وكلام البطريرك من ذهب وهو مدرسة جامعة الكل (,..) انما وضع البلد والموازنة والخزينة في لبنان يستوجب ان نجدول هذا العبء"، مضيفا "سنعاود الحوار عبر لجنة الطوارئ بدعم من المجلس الاقتصادي الاجتماعي، واذ توجب الامر انه بمرسوم ما او بترتيب ما او بقانون ما، علينا ان نؤمن مع وحدة التشريع جدولة هذا التشريع لكي يبقى محميا من كل الاطراف، واتمنى على الجميع الا يأخذ احد رهينة عبر الاضرابات او غيرها التي تحول الى جريمة بحق الاطفال والتلاميذ والاهالي".
بري غير خاضع للنقاش: في الاثناء، وعلى خط بيت الوسط- عين التينة، قال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق "أنّنا مع الرئيس نبيه بري، وكما سمعت من الرئيس الحريري، على خلاف ما تردّد عن أنّ تيار المستقبل لن يجدّد انتخابه بعد الانتخابات النيابية، لأنّه يؤكّد دائماً على وطنتيه وعلى عروبته، وهذه مسألة غير خاضعة للنقاش".
بوتين في أنقرة: اقليميا، وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة بعد الظهر حيث من المقرر ان يلتقي نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني، ويستعرض رعاة "أستانة" الملف السوري وسير تطبيق الاتفاقات التي توصلوا إليها خلال قمتهم الثلاثية الأولى في سوتشي في تشرين الثاني الماضي".
اتفاق اميركي– سعودي: من جهة ثانية، أجرى الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اتصالاً هاتفيًّا مساء أمس بالرئيس الاميركي دونالد ترامب، تم خلاله بحث قضايا إقليمية ودولية، في مقدمتها التطورات الأخيرة في فلسطين. كما أعرب خادم الحرمين الشريفين عن تقديره للبيان الصادر عن البيت الأبيض وما تضمنه من موقف قوي تجاه الميليشيات الحوثية التي تواصل اعتداءها بفضل الدعم الإيراني، وأكد على جهود المملكة الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية وتقديم الدعم الإنساني والإغاثي لشعبه، وفق وكالة الانباء السعودية، في حين أكد الرئيس الأميركي ضرورة التصدي للخطر الإيراني الرامي لزعزعة الاستقرار في المنطقة، مشيدا بدور المملكة في تحقيق الاستقرار وجهودها المقدرة في هذا الشأن. ونوه الزعيمان بأهمية ما تحقق ضمن جهود دولية منسقة في محاربة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، وفي هذا الصدد أكد الملك سلمان ضرورة إيجاد حل للأزمة السورية يحقق تطلعات الشعب السوري ويحفظ وحدة وسلامة أرضه.
تقاسم مصالح مع اسرائيل: وليس بعيدا من الرؤية السعودية، أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن بلاده تتقاسم المصالح مع إسرائيل، لافتا إلى أن حال التوصل إلى سلام في المنطقة، سيكون "الكثير من المصالح بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي ودول مثل مصر والأردن". وقال في لقاء مطول مع مجلة "ذي اتلانتيك" الأمريكية، إن "إسرائيل تملك اقتصادا كبيرا مقارنة بحجمها، هذا الاقتصاد متنام، وبالطبع هناك الكثير من المصالح التي نتقاسمها معها."