عون والحريري يدا بيد الى الرياض والحكومة تنأى بنفسها عن البواخر
"الاشراف على الانتخابات" تحذر من استهدافها وتتحرك نحو القضــاء
لقاء قريب بين بوتين وترامب... واليمن بين بن سلمان والرئيس الاميركي

المركزية- تجنبت الحكومة صعقة تيار البواخر بعدم الخوض في ملفها الملتهب والاضاءة على ايجابيات المؤتمرات الدولية ومشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري في القمة العربية في الرياض منتصف نيسان المقبل وتهنئة الام بعيدها، لينشغل الوسطان السياسي والشعبي بصواعق الانتخابات المتلاحقة التي تحمل كل يوم مفاجأة على مستوى التحالفات والانسحابات وتشكيل اللوائح.

"الهيئة" ترد وتحذر: بيد ان المفاجأت لم تقتصر على القوى السياسية واللاعبين على المسرح الانتخابي، بل بلغت هيئة الاشراف على العملية برمتها التي خرجت عن صمتها ببيان "قوي" بلغ حد تحذير متعاطي الشأن الانتخابي من التمادي في الانتقاد العشوائي والتشكيك بصدقية عملها واطلاق الاتهامات جزافا الى حد الاهانة والتجريح باعضائها والتحريض عليها. وأكدت أنها لن تقبل هذا الامر ولن تقف مكتوفة الايدي امام هذا الاسلوب من التعاطي معها، وأنها في صدد إعداد ملفّ موثّق للتحرك في اتجاه القضاء لوضع حد لهذا الفلتان في المواقف.

اطلالة نصرالله: وعلى الضفة الانتخابية، وبعد الاعلان عن استعداد امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله للنزول الى الشارع البعلبكي لمواكبة الانتخابات في ضوء ضراوة المعركة في الدائرة الثالثة بقاعا، يطل نصرالله مساء لاطلاق مواقف انتخابية وتوضيح التباسات شابت موقفه ازاء نعت منافسي الحزب بـ"حلفاء التنظيمات الارهابية". وفي السياق، كشفت مصادر سياسية متابعة لمجريات التحضيرات الانتخابية بقاعا عن انتقادات كثيرة وجّهت من قلب البيئة "الحاضنة للمقاومة"، الى مواقف الامين العام، ذهب بعضها الى حد مطالبة نصرالله بالكشف عن اسماء "حلفاء داعش" حتى تتم مواجهتهم، والا فإن ما جاء على لسانه لا يستقيم. وقال هؤلاء، وفق المصادر، "كفى تخوينا" و"تحويرا للوقائع" ، معتبرين ان إخضاعهم لفحص دم عند كل مفترق طرق لا يجوز، ولسان حالهم "ندين بالولاء للمقاومة ونقف الى جانبها، الا ان ذلك لا يمنعنا من ان نخوض الانتخابات ضد لائحة "الامل والوفاء"، وإعطاء الفرصة لشخصيات جديدة لتسلّم الشأن العام في منطقتنا ومحاولة تحسين اوضاعها، فذلك لا يجعلنا في صفوف داعمي الارهاب".

البقاع الغربي: بقاعيا ايضا، وفي دائرة البقاع الغربي- راشيا، تستعد 3 لوائح لخوض الانتخابات: الاولى مدعومة من "المستقبل" و"الاشتراكي" حُسم منها حتى الان 4 مقاعد من اصل سبعة: من حصة "المستقبل" زياد القادري ومحمد قرعاوي عن المقعدين السنّيين، وامين وهبي عن المقعد الشيعي، وائل ابو فاعور من حصّة "الاشتراكي" عن المقعد الدرزي. ليبقى المقعد الماروني رهن مشاورات الساعات الأخيرة، لا سيما بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحرّ"، اذ يتمسّك الاخير بمرشّحه الماروني شربل مارون في حين يصرّ "المستقبل" على ان يكون "الماروني" من نصيبه وتجييره لمرشّحه هنري شديد. بدوره ينتظر المقعد الارثوذكسي مشاورات "المستقبل" و"الاشتراكي" ويتأرجح بين غسان سكاف (المستقبل) وانطوان سعد (الاشتراكي). الثانية يعمل الوزير السابق عبد الرحيم مراد على وضع اللمسات الاخيرة عليها لاعلانها في اليومين المقبلين، وتضمّ الى مراد عن المقعد السنّي، ايلي الفرزلي عن المقعد الارثوذكسي، محمد نصرالله عن المقعد الشيعي وفيصل الداود عن المقعد الدرزي، اما المقعد السنّي الثاني فقد يُترك شاغراً بسبب حسابات الصوت التفضيلي والحاصل الانتخابي، في حين ان المقعد الماروني ينتظر ايضاً نتائج المشاورات القائمة مع باسيل لضمّ مرشّحه مارون. اما اللائحة الثالثة فتشكلها "القوات" بعدما فشلت مفاوضاتها مع "المستقبل" ومرشّحها الماروني ايلي لحود.

كسروان: وفي دائرة كسروان-جبيل، اشارت المعلومات الى "ان "القوات" اللبنانية انتهت من تشكيل لائحتها وتضم: محمود عواد، فادي روحانا صقر، وزياد حواط عن جبيل، شوقي الدكاش، روك مهنا، وباتريسيا الياس عن كسروان. وليس بعيدا،  ذكرت المعلومات "ان التحالف بين فريد هيكل الخازن و"الكتائب" لا يزال قيد التفاوض مع تسجيل تمسك من الطرفين به بإنتظار حلحلة بعض الامور.

بعبدا: وفي دائرة بعبدا، اتّفق على تشكيل لائحة تضم الوزير بيار بو عاصي وسنتيا الاسمر وجوزيف عضيمة عن "القوات" وهم موارنة، هادي ابو الحسن عن "الاشتراكي" عن المقعد الدرزي، وصلاح الحركة مستقل عن المقعد الشيعي، وبقي المقعد الشيعي الثاني شاغرا.

المتن": اما في دائرة المتن، وبعيد تسرب أسماء لائحة أعضاء التيار الوطني الحر التي تضم ثلاثة قوميين (النائب السابق غسان الأشقر وكورين الأشقر والوزير السابق الياس بوصعب)، فعلمت "المركزية" أن التيار يواصل اجتماعاته على المستوى القيادي لأجراء تعديل على أحد المواقع المارونية، على حساب كورين الأشقر، علما أن لا حسم نهائيا في هذا الشأن قبل الغد، أو حتى يوم الجمعة المقبل. 

...والبترون: وكما التيار، كذلك، القوات اللبنانية التي تواصل مفاوضاتها مع حزب الكتائب في البترون. واكدت مصادر معراب لـ "المركزية" أن المفاوضات مستمرة بين الطرفين، وإن كانت لا تستبعد احتمال الفشل في نسج تحالف انتخابي، من دون أن يفوتها التأكيد على العلاقات القواتية الجيدة مع مختلف الأفرقاء، في إشارة إلى احتمال تحسن الوضع السياسي مع الحليف الكتائبي التقليدي في مرحلة ما بعد الانتخابات".

مجلس الوزراء:  الى ذلك، غاصت الحكومة في جلستها التي عقدت في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية، في مناقشة ورقتها الى مؤتمر "سادر"، فكانت ملاحظات ومباحثات تقنية. وفيما رأى الرئيس عون ان مؤتمر "سادر" "سيكون فرصة لتأكيد الدعم الدولي للبنان"، متمنيا الانتهاء من "درس الموازنة في مجلس النواب في أسرع ما يمكن"، قال رئيس الحكومة "ان مجلس الوزراء سيدرس برنامج الانفاق الاستثماري الذي سيتم عرضه في المؤتمر ، ويتضمن مشاريع تساعد على النهوض الاقتصادي في البلاد، وهي قابلة للتفاوض وفق الاولويات التي تحفظ مصلحة لبنان. واذ لفت الى ان فرنسا "قدمت مبلغا ائتمانيا بقيمة 400 مليون يورو سيتم درسه بين الجانبين اللبناني والفرنسي، وتبلغنا من الجانب الاميركي ان الكونغرس رفع الفيتو عن بعض الاسلحة الي كان طلبها لبنان، وستقدم معدات بمثابة هبة بقيمة 110 مليون دولار"، اشار الى أن "ثمة دولا اخرى سيتم التواصل معها لتأمين مساعدات للاجهزة الامنية"، واكد ان مؤتمر روما 2 "كان ناجحا جدا وفيه تأكيدات على الاستقرار واهمية الامن في لبنان، وهناك اتصالات مع الجانب الروسي للبحث في مساهمة للجيش والقوى المسلحة". من جهة ثانية، أكد الرئيسان عون والحريري انهما سيشاركان في القمة العربية التي ستقام في الرياض في 15 نيسان المقبل.

اتفاق على لقاء: على الضفة الدولية، سجلت ابرز التطورات بعد فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولاية رئاسية رابعة، اتفاقا بين بوتين ونظيره الاميركي دونالد ترامب الذي اتصل به مهنئا، على تكليف كبار الدبلوماسيين في البلدين لترتيب لقاء مباشر بينهما، من دون تحديد موعد اللقاء، لكن الإعداد له يجب أن يبدأ في أسرع وقت ممكن"، بحسب ما نقلت شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية.

في مجال آخر، أكد البيت الأبيض في بيان" أن الرئيس ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحثا الوضع في اليمن خلال إجتماع أمس، بما في ذلك ميليشيات الحوثي والتصرفات الإيرانية والأزمة الإنسانية والخطر الذي يمثله الحوثيون على المنطقة بمساعدة الحرس الثوري الإيراني."