الصايغ: توازن الرعب بين حزب الله واسرائيل سقط
المركزية - رأى عضو كتلة الكتائب اللبنانية النائب سليم الصايغ أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قابض على السلطة في لبنان وبالنتيجة هو لم ينتظر من أحد ليمنحه الصفة للتوجه بالكلام للبنانيين لطمأنتهم بعد عملية رد حزب الله على إغتيال اسرائيل للقيادي فؤاد شكر. والسؤال الذي يطرح: "هل هو يضمن العدو؟ ماذا أتاه من إشارات أو تطمينات منه؟ وماذا يجري من اتصالات مباشرة او غير مباشرة معه؟ "
وضمن برنامج "بكلّ حرّية" عبر Suroyo Tv أضاف الصايغ : "أفهم أن عدونا يقول لنا لن أهاجم ولن أقوم بعمليات في لبنان ولو هوجمت فإنني لن أهاجمه، عندها نستطيع طمأنة اللبنانيين، إنما أنت كيف تطمئن الى العدو حتى تقول لهم عودوا الى منازلكم؟"
وتابع: "السيد نصرالله يقول للبنانيين عودوا الى منازلكم الى اين؟ الى الضاحية، الى بيروت؟ عدد كبير من الأهالي نزح، ولكنه لم يقصد عودتهم الى الجنوب لكون بيوتهم مهدمة والحرب لا زالت قائمة."
ولفت الصايغ إلى أن الحرب بدأت في 8 أكتوبر عندما قرر الامين العام إعلانها بطريقة أحادية لإسناد غزة، وقبل ذلك أحد لم يتعاط مع لبنان وهو من أدخلنا في هذه الحرب والعمليات لا زالت مستمرة.
أما كلامه الأخير فهو دعائي ويدخل في إطار الحرب النفسية وهو يخاطب جمهوره، لأن اللعب على المشاعر مطلوب دائما كي ينحسر العقل، وخطابه كان بالشكل لإعلان النصر، إنما بالنتيجة إنتهت العمليات العسكرية الكبيرة ردا" على إغتيال فؤاد شكر فقط.
اما عن شكر أبو عبيدة للبنان في حين أن الدول العربية فقط تتضامن معنويا" مع حماس، في حين أن لبنان دائما يدمر تحت شعار الصمود، أوضح الصايغ: "لبنان من دون أي شك دُمرت فيه المؤسسات وتم تعطيل إنتخاب الرئيس منذ ما يقارب السنتين، وحزب الله يمارس التعطيل لمنع قيام الدولة اذ ان هدفه خطف المؤسسات والسيطرة عليها، لأنها لو كانت تعمل وكان هناك رئيس قابض على زمام الأزمة لما وصلنا الى هنا، أي لإستباحة الساحة اللبنانية وتعريضها للخطر، وبالقرار الأعمق لما كان لبنان فقط دخل في عملية الاسناد.
فالأمر واضح أن أحدًا من الدول لا يريد نصرة حماس، والسلطة الفلسطينية ماذا فعلت لمساعدتها، لان هناك اعتراض كبير على أداءها لانها بعدما ربحت بالانتخابات تحولت الى فرض ارادتها بالقوة على باقي الفصائل في غزة، وبالنتيجة قدمت نموذجا سيئًا للحكم، لذا لم تجد التعاطف معها لا من الدول العربية ولا من السلطة الفلسطينية بغض النظر عن الموقف من الحقوق الفلسطينية".
وأضاف: "في لبنان السيد حسن نصر الله أراد فتح جبهة لإسناد غزة، وكأنه لا يعرف أن إسرائيل لديها جيش عسكري متطور ويتمتع بقدرة تعبوية غير محدودة وذات قدرة كبيرة على الحركة والتنقل أي يستطيع ان ينتقل من جبهة الى أخرى بسرعة قياسية، والسيد حسن لم يحتسب النتيجة والمنافع والأضرار، فهو لم يحتسب أن ذلك سيؤدي الى دمار الاقتصاد والسياحة والمؤسسات".
وأردف: "بالنسبة للسيد حسن كل شيء أولا إلاّ لبنان، أما نحن فإننا نعتبر لبنان أولا ومن ثم يأتي كل شيء، لذا هو لم يقرأ مصلحة لبنان واللبنانيين، وأعتبر أن هذه العملية ستكون لمدة أيام او أسابيع لكنه لم يحتسب أنها ستطول، ولو قال بالصبر الاستراتيجي انما لم يحتسب ان إسرائيل التي تخوض حربا وجودية لا حدود لصبرها، والنتيجة التي وصلنا اليها منذ بدء الحرب غزة مدمّرة ونكبة ما بعدها نكبة والقرى الجنوبية منكوبة فضلا عن الخسائر التي بها كل لبنان".
وقال: "فليتفضل السيد حسن وليقدّم لنا جردة حساب عن ماذا فعل، فهو مسؤول عما جرى، ولقد انتهينا من أنصاف الآلهة وعدم التعرض لكلامهم، فهو من أتى بإسرائيل بهذا الشكل الفاقع لدمار الجنوب، فبدل أن تمنع اسرائيل من تدمير الجنوب كان عليك البحث دبلوماسيا وسياسيا " للجم هذه الأطماع الصهيونية إذا ما تمت ترجمتها".
وتابع: "لقد اغتالت اسرائيل 500 قيادي في الحزب، وطبعا نحترم إيمانهم المطلق بقضيتهم ولكن عليه حمايتهم وليس توريط لبنان، ونحن لا نتضامن معه بالسياسة بل نتضامن انسانيا" مع من سقط في هذه الحرب، كما لن نتضامن مع من جلب إسرائيل الى ديارنا لتدميرنا" .
وحول كلام السيد نصرالله ان اسرائيل بدأت قبل نصف ساعة من رده بعملية إستباقية، اوضح الصايغ: "يظهر من حديثه أنه اشار الى صواريخ باليستية كانت مجهّزة للانطلاق ولكنها لم تنطلق، والصحافة الأجنبية قالت إن حزب الليكود اعطى الاوامر لوزارئه لعدم التهليل للضربة الاستباقية المهمة على ما يظهر، لأنهم إدعوا أنه كان هناك 6000 هدف تمت اصابته، ولسبب واضح حسب الصحف وهو عدم استثارة حزب الله وتركه يصور انه إنتصر".
ورأى الصايغ ان بالرغم من الضربة الاسرائيلية الاستباقية فهذا لم يؤثر على الخطة الموضوعة وتصوير هذا الامر بالسياسة، لأنه بحاجة الى هذا الانتصار وفي الوقت عينه لا معلومات دقيقة لديه عن نتائج عمليته، وعندما تتوفر سيعلن عنها. ولا نعلم ما هي الاضرار التي لحقت بالاسرائيلي جراء رد الحزب ولكن الايعاز بعدم الكلام كي يُفكر الحزب انه انتصر وكي لا يقدم على مرحلة ثانية من الرد التي ترتب على اسرائيل كلفة من البقاء على أهبة الاستعداد لأي ضربة جديدة يوحي انه تمت العودة الى الحرب الروتينية في الجنوب المستمرة منذ اكثر من 10 اشهر" .
وردا" على سؤال حول إستهداف المدنيين، لفت الصايغ الى أن ما يطبقه الاسرائيلي في لبنان من تكتيك مخالف لما يطبقه في غزة، ففي لبنان إستعمل تكتيك مسيّرة تستهدف دراجات وسيارات، ونادرا" ما إستهدف المدنيين، وكأنه بذلك حدد نوعية الضربات التي يريد تنفيذها، أي شل سلسلة الأمرة والقيادة لحزب الله التي هي الاساس كما خرق مواقع التواصل، وهو يقول هناك استخبارات بشرية تساعده على جلب المعلومات اضافة الى التقنيات التكنولوجية".
وأكمل: "عند حدوث هجوم كبير على لبنان عندها نستطيع الحديث عن تحييد المدنيين انما هو منذ الاساس سائر في خطة تعطيه ما يريده "قنصًا" فلم سيضرب أحياء وبنى بأكملها ويدمرها، ولقد قلت منذ اليوم الاول ان نظرية الردع سقطت من قبل الحزب لأنه بمجرد أن اطلق الطلقة الاولى في 8 اكتوبر فإنه اسقط هذه النظرية وليست اسرائيل، فمبدأ الردع يقوم على تدارك الحرب أي زرع الخوف بقلب العدو وهذا الامر قد سقط واصبحت الحرب مفتوحة على مصراعيها ولم نر تدميرا للمدن. عندما تقوم مئات الطائرات بالتحليق فوق لبنان فهي تستهدف ما تريده، وقوة حزب الله لا تمنع ذلك، وتوازن الرعب بين حزب الله واسرائيل سقط، فيما بدلة عنصر في الجيش اللبناني اقوى من صواريخه لانها تتمتع بقوة ردع الدولة والقانون الدولي وشبكة الامان الدولية".
وعن مفاوضات غزة، قال: "من الواضح أن الاسرائيلي لن يتنازل عن محور فيلادلفي وهو لن يعطي فترة سماح لحماس لتعود وتكوّن ذاتها وتحكم غزة، أيضا هناك خلاف "فلسطيني - فلسطيني" من سيحكم غزة بعد الحرب وهذا الشرخ يقوّي اسرائيل".
اضاف: "فشل المفاوضات يطيل الأزمة ولن نرتاح الا بعد وضع القضية الفلسطينية على المسار الصحيح ونحن ضد ربط لبنان بالقضايا الأخرى لأنه لا يحتمل، والسيد حسن نجح بربط لبنان برِجل الشيطان، فأصبح لبنان مسلوب الارادة واصبح مربوطا بارادة السنوار في غزة وما يجري فيها يجري في لبنان، فماذا يكون قد فعل، اي انه نزع ارادته وسلّم كل شيء لحماس".
وتابع: "المصري والسوري بالرغم من إنقسام دولته وكذلك الاردن ودول الخليج لا يقولون بربط مصير بلادهم بمصير غزة، محذراً: ماذا لو لم يتفقوا لخمس سنوات؟
وأكد الصايغ ان الكل صعد الى الشجرة اي شجرة الرد والاشغال وربط الساحات ولم يعد يعرف النزول عنها، لكن الامر سهل بالقرار 1701. فحزب الله هلل له وقت صدوره، والقرار 1701 هو من أنزل لبنان عن الشجرة وحمى لبنان منذ العام 2006 لغاية 8 اكتوبر ، لكنهم يتحججون بالخروقات له من قبل اسرائيل لضرب سوريا، انما الحزب هو كذلك من خرق هذا الاتفاق، سائلا: كيف تم حفر الأنفاق وإعادة البنى التحتية التي يستعملها الحزب وكلها خرق واضح للقرارات الدولية؟
وقال الصايغ: "القرارات الدولية لم تأت بها قوى 14 آذار والاحزاب المعارضة للحزب بل الحزب من ارادها، فهي من حمته وحمت الجنوب وعليه تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته ، وحزب الله يقول إن لديه "عماد 4" ويصوّرها على أنها في لبنان وهذا ما لا نعرفه، واذا إفترضنا أنها في لبنان أين خدمت؟
فـ 500 من قياديي حزب الله قتلوا فوق الارض وليس تحتها، وأهم قيادييه يجتمعون فوق الأرض وليس تحتها، فمتى سيستخدمها"؟
واضاف: "يقول أن هناك أنفاقا" وهذه الانفاق تقام على أرض لها ملكيتها، فأنت لا تستطيع تعريض أصحاب الارض للخطر، وهذا ايضا انتهاك للسيادة، فالجيش اللبناني فقط بحكم الدستور يحق له إقامتها ويتحمل مسؤوليتها، فلا صفة لديك لإقامتها لأنك تعرض الاملاك والناس للخطر والعدو لا يرحم، وعلى الدولة وضع يدها على هذه الانفاق لانها تعرض الاملاك اللبنانية للخطر الشديد".
وعن ملف رئاسة الجمهورية قال الصايغ: "البطريرك مار بشارة بطرس الراعي تحدث في عظته الاحد الماضي عن إنتهاك حقوق الموارنة فضلا عن إنتهاك الحقوق الوطنية، فعدم إنتخاب الرئيس الماروني هو ضرب للمؤسسات فلا إنتظام للحياة بشكل عام دون انتظام للحياة العامة ومقدمة الدستور تتكلم عن مبدأ فصل السلطاتت وتوازنها وأعلى سلطة هي سلطة الرئيس وضربها ضرب للميثاق الوطني، وعند ضرب المركز الماروني يتم إستسهال ضرب باقي المراكز المارونية، وهذا ما أشار اليه الراعي، وهناك عدم احترام للدور الماروني في الدولة اللبنانية وهذا سيؤدي الى هجرة الموارنة. فالموضوع خطير جدا" ونحن نلفت النظر اليه فهو مسؤولية مارونية مسيحية واسلامية، والمسيحيون لا يستجدون ذلك، فالدستور قال به، ويجب انتخاب رئيس الجمهورية كي نبدأ بإعادة الانتظام للحياة العامة في لبنان، فالمسيحي لا يتسكع ولا يستجدي وممنوع هذا الامر.
من هنا نقول أنه لم يعد هناك من مهل مفتوحة ونتمنى العودة الى مناقشة ملف الرئاسة، فهناك اندفاعة دولية تجاه شخصية ثالثة واطلب من الموارنة والمسيحيين عدم الخوف وعليهم الايمان بالدولة اللبنانية وبالـ10452 كلم فنحن نستذكر اليوم الفترة التي إنتخب بها البشير الذي آمن بلبنان".
وأوضح أننا نتكلّم عن طلاق مع من يحتكم لشريعة الغاب إنما ذلك لا يعني أبداً تقسيم لبنان وترك مساحات لمن يستقوي اليوم، فنحن لنا حصة بكل ذرةّ تراب ونحن لسنا بحالة انحصار وتقوقع بل بحالة متقدمة لإعادة لبنان الى حيث يجب أن يكون لأنه من دون المسيحيين في لبنان لا لبنان وهناك صيغ مشتركة للحكم بين المسيحي والمسلم ونحن لا نقبل بغير ذلك، وقد بنينا مؤسسات ومدارس وجامعات، فليتفضل حزب الله ويقل لنا ماذا بنى؟
وختم الصايغ بالتأكيد ان المؤسسات التي بنيناها كي يكون الجميع فيها على قدم المساواة، ونحن لا نريد فقط رئاسة الجمهورية بل الجمهورية اللبنانية للمسيحي وكل اللبنانيين ، ونحن لا نبحث عن سلطة بل عن حكم يعطي الجميع حقه وهذا ما على اللبنانيين حفظه.