Oct 23, 2024 1:37 PMClock
خاص
  • Plus
  • Minus

الآثارات التاريخية في مرمى العدوان الاسرائيلي... إتفاقية جنيف هي الحل؟

 شربل مخلوف

المركزية- في ظل الاعتداءات الاسرائيلية التي لم يسلم من شرها اي من المناطق اللبنانية، تتوسع رقعة المخاوف من ان تطال الغارات او القصف مواقع تاريخية واثارات مصنفة من الاهم في العالم على غرار قلعة بعلبك التي تعتبر من روائع العالم القديم، ومن أكثر الآثار الرومانية عظمة، وتعود إلى أكثر من خمسة آلاف سنة. أما في قضاء زحلة وتحديدا في بلدة نيحا فيوجد  مَعبَدان رومانيان شُيِّدا في النُصفِ الثاني من القَرن الأوّل بعد الميلاد، في عَهد الإمبراطور أوغسطس قيصر. المعبد الصغير هو للإله حادارامس، والكبير مَعبَد آلهة الجمال والخَمر أتارغاتيس، وهذا ما تُظهِرَه الكتابات التي عُثِر عليها في المَعبَد وجِواره.

كذلك لاينسى اللبنانيون قلعة راشيا الموجودة في البقاع الغربي،  فهذه القلعة تكتسب دلالاتها الوطنية والجغرافية انطلاقًا من رمزيتها التاريخية كشاهدٍ على صمود الشعب اللبناني وتجذّره بأرضه. فداخل أسوارها احتضنت في العام 1943 رجالات الاستقلال الذين صمدوا في وجه سلطات الانتداب حتى بزغت شمس الحرية والاستقلال. إلى رمزيتها الوطنية تتميّز القلعة بموقعها، إذ تُشرف على حدود الوطن، وجبل حرمون بشموخه ومهابته وقدسيته.

أما في الجنوب، فتتميز قلعة صور بأنها ترمز إلى الطبيعة الصخرية القاسية التي بنيت عليها المدينة، فـ "صور" تعني بالفينيقية "الصخرة"، وكذلك قلعة الشقيف الشاهدة على الحروب على مر التاريخ.

إزاء حدة القصف الاسرائيلي غير المسبوق على لبنان منذ 27 أيلول الماضي، تتنامى التساؤلات ومثلها القلق والمخاوف، هل تتعرض الآثار إلى القصف الجوي الاسرائيلي المباشر خصوصا أن سلاح الجو لا يتوقف عن شن الغارات غير آبه الا باصابة اهدافه؟ ما هي  الضمانات الاسرائيلية بعدم استهدافها؟ وكيف ستتعامل الدولة اللبنانية مع اسرائيل في حال تعرضت هذه الآثار للدمار لا سمح الله؟ 

تقول الاختصاصية بحماية الارث الثقافي في حالة الطوارىء رنا دبيسي عبر "المركزية" أن الآثار في صور يوجد عليها شعار "الدرع الأزرق"، هذا الدرع يعني أن هذه الآثار تحت حماية اتفاقية لاهاي الموقعة في عام 1954 ولبنان موقع على البرتوكول 1 والبرتوكول 2 ضمن هذه الاتفاقية، وفي عام 2006  لم تتعرض هذه الاثار  للإستهداف الاسرائيلي لأن لبنان موقع على هذه الاتفاقية.  

وعن الإجراءات التي يجب اتخاذها، تشدد على ضرورة تحرك وزارة الثقافة عبر مناشدة  المجتمع الدولي بتطبيق اتفاقية لاهاي، مشيرة إلى أن الدولة لا تستطيع مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية لذلك تبقى الاتفاقيات الدولية هي الضامنة الوحيدة لحماية الآثار.

وتضيف:"من خلال هذه الاتفاقية نمنع إسرائيل من القيام بأي  استهداف عسكري للآثار تحت ذريعة وجود  مسلحين فيها مثلا ، لذلك نطالب الجيش اللبناني بالكشف عنها وتجنيبها خطر القصف، لكن نشدد على أن لا يوجد بداخلها أسلحة أو مسلحين بالتالي لا تستطيع إستهدافها وفي حال قامت بقصفها سنقوم بمقاضاتها أمام المحاكم الدولية كون الدرع الأزرق موجود عليها".

وتختم: " تستطيع وزارة الثقافة طلب مؤازرة الجيش اللبناني في عمليات الإخلاء والحماية  لأنه يملك داخل فوج الاشغال فرقة مدربة لحماية الآثار في حالات الطوارىء فهو الجيش الوحيد المدرب عربيا للقيام بهذه الأمور حيث أنه تم تدريبه من قبل جمعية بلادي".

بدوره، يؤكد النائب بلال الحشيمي أن "لبنان يتعامل مع عدو ليس لديه ضوابط وأخلاق في الحرب  بالتالي لن يسأل أبدا عن قصف الآثارات"، لافتا إلى "أن إسرائيل قتلت ما بين 50 و60 ألف شخص في غزة  وأسقطت حوالي 100 الف جريح إضافة إلى وجود عشرات الآلاف تحت الأنقاض ".

ويتمنى الحشيمي  أن لا تستهدف اسرائيل الآثارات لأنها لا تمثل فقط تاريخ وحضارة لبنان بل تاريخ كل دول العالم، مشيرا إلى أنها لديها رمزية في تاريخ البشرية.

ويختم: "يجب عدم استخدام  المناطق التي تحوي آثارا تاريخية منصة لإطلاق الصواريخ، لأن في المقابل سيكون الرد الاسرائيلي مدمرا، حيث أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعطي الامر بقصفها وتدميرها بشكل كامل هذا الرجل تاريخه إجرامي وليس ما يردعه".

إخترنا لك

Flat Ara
Beirut, Lebanon
oC
23 o