Oct 5, 2024 9:07 AMClock
مقالات
  • Plus
  • Minus

احذروا انفجار بيروت

السائر في شوارع بيروت بين مدارسها وأمكنة إيواء النازحين، يشعر بهول المصيبة التي حلّت بنا نحن اللبنانيين. مأساة يعيشها النازح في بيروت، كما يعيشها المضيف في هذه العاصمة التي ما سُميت عاصمة إلا لأنها تعصم وتعتصم بكل أبناء الوطن. لا يمكن للمسؤولين في كافة المواقع والمسؤوليات أن يرموا كلّ هذه المأساة على بيروت وأهلها، وأن ينفضوا أيديهم من تداعياتها ومخاطرها. إنه جرس الإنذار الذي على الجميع أن ينصت له لأنّ بيروت إذا انهارت انهار الوطن. هي عنوان الاستقرار والإنماء والأمان.

بيروت مهددة بانفجار اجتماعي. هي اليوم كبرميل بارود قابل للانفجار بأي لحظة. مدينة قبل النزوح كانت تعاني شحّ المياه وانقطاع الكهرباء وانكفاء شرطة بلديتها وغياب دوريات الأمن عن شوارعها. وهي اليوم مع النزوح تكاد شوارعها تختنق مع تحوّلها إلى مرآب كبير، وأرصفتها وكورنيشها البحري إلى فراش للذين لم يجدوا سقفاً ينامون تحته.

النزوح ليس مشكلة وحدها. هي مشكلة الوطن كلّ الوطن والحكومة اللبنانية مطالبة بالتقليل من التصريح والإكثار من العمل بوضع خارطة وطنية للنزوح، بحيث يوزع النازحون وفقاً لهذه الخارطة التي يجب أن توضع بناء لمعطيات علمية تدرس الأمن الغذائي وموارد المياه كي ترعى هذا النزوح رعاية كريمة لا ذلّ فيها.

إذا انهارت بيروت انهار سقف الوطن على رؤوس الجميع. هنا أهمية المسارعة لإنقاذ ما يمكن انقاذه. لا يمكن لبيروت أن تتحمل نزوح الجنوب والضاحية الجنوبية والمخيمات الفلسطينية، فضيق المكان كفيل باستيلاد الأزمات والمشاكل. كفيل باصطدام الناس في ما بينها ليس فقط بين نازح ومضيف، بل بين النازحين أنفسهم.

احذروا انفجار بيروت. الأمر ليس تهويلاً، بل واقعاً مخيفاً، لأنّ بيروت إذا انفجرت ستنفجر بوجه هذه المنظومة التي انتقلت من الفساد إلى العجز، والعجز عين العاصفة ونهاية للكثيرين. 

_البروفيسور إيلي الزير_

إخترنا لك

Flat Ara
Beirut, Lebanon
oC
23 o